رقصة أمريكية على دماء الأطفال..!

الأثنين 27 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50043
كان العالم يوم الجمعة الماضى (8 ديسمبر ٢٠٢٣، تذكروا واحفظوا) أمام خيبة أمل كبرى، حيث مجلس الأمن يرقص رقصة أمريكية دامية تعودنا عليها، وذلك عندما طلب المجلس وقف إطلاق النار فى قطاع غزة إلا أن «الفيتو الأمريكى»، أو الامتياز المُعطى لكبار العالم لحفظ السلم، والأمن العالمى يستخدم لإيقاف هذا القرار، ويُعطِى إسرائيل تصريحا بمزيد من القتل الفورى بديلا لوقف إطلاق النار!. لقد استخدمت أمريكا حقها فى نقض قرار الأمم المتحدة (وقف إطلاق النار)، وهو استخدام غير عادل، أو منصف، ويتسم فى ميزان التاريخ بـ«السقطة الكبرى» للدولة العظمى فى عالمنا، لأنها تعطى حليفتها (إسرائيل) مزيدا من الوقت لقتل الأطفال لأنها لا تشبع، فقد اُستشهد على الأقل ٧ آلاف طفل فلسطينى، ومثلهم تحت الأنقاض، وتلك صورة بشعة تعطيها أمريكا وإسرائيل لعالمنا الذى نعيش فيه معا، فى الوقت الذى كنا ننتظر ردا من أمريكا، والكبار فى عالمنا، على تقارير «اليونيسيف»، وكل منظمات الأمم المتحدة، والإنسانية ـ حول الوضع الإنسانى المروع فى غزة، وتحويل الجرائم الإسرائيلية إلى محاكم دولية، ومحاسبتها على انتهاكاتها الصريحة للقانون الدولى، والإنسانى، وسرعة وقف إطلاق النار لإغاثة البقية الباقية من الشعب فى غزة، وأن تُجبَر إسرائيل على احترام المناشدات الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية، لكن أمريكا ترفض طلبا لوقف إطلاق النار!. لقد تجاوز عدد الأطفال الضحايا الـ٧ ألف طفل بين شهيد، ومصاب، ومشرد، وهناك مليون و٨٤٠ ألف نازح داخلى، وشعب بأكمله بلا غذاء، أو ماء، وكل ذلك لم يُطرِف عين أمريكا وهى ترفع يدها لإعطاء إسرائيل مزيدا من القتل، والتدمير بحجة الدفاع عن النفس. ألا يكفى أن أمريكا تحمى التوحش، وتشرد، وتجوع الملايين، وتحتكر القوانين، والمعايير الدولية، وتعمل على إبادة السكان، وتفتح الأبواب أمام الأمراض، والأوبئة فى منطقتنا.. أعتقد أنه لا كلام يصف الوحشية الإسرائيلية، والحماية الأمريكية، ولا كلام يصف أوضاع الفلسطينيين فى غزة، وهل ما يحدث يصنع السلام مع إسرائيل؟.. وهل يجعلنا نصدق أمريكا وهى تتحدث عن حل الدولتين، أو معاقبة المستوطنين الذين سرقوا الأرض الفلسطينية.. أى عدالة، وأى موقف يحكم هذا العالم المجرم؟!.
