2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ذكرى الإسراء.. ورائحة سيناء!

الخميس 27 من رجب 1445 هــ
العدد 50102
تهل علينا اليوم ذكرى رحلة رسولنا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (الإسراء والمعراج)، وذلك فى عام الحزن، الذى شهده نبينا برحيل زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة- رضى الله عنها (السند والعون)، وعمه أبوطالب، وتعنت المشركين معه. لقد كانت الرحلة الخالدة فى وجدان كل إنسان قبل هجرة نبينا من مكة إلى المدينة بعام واحد ليشهد فيها المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره، وتسرية على أحزانه، وسلامه، وقد كان فى هذه الرحلة المعجزة للرسول هدية لكل المسلمين ألا وهى الصلاة التى نعيش فيها مع الخالق، وتعيننا على الحياة، وآلامها، وتقوى فينا الإنسان حتى نلقى ربنا، وتجعل رحلة الحياة سهلة على المؤمنين، ومن يتقنون الصلاة.

إن ذكرى رحلة الإسراء والمعراج تأتى فى عامنا الراهن (٢٠٢٤) ونحن محزونون بسبب حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على الأشقاء فى غزة، لكن كلى يقين أن الأشقاء فى فلسطين قادرون على اجتياز تلك الحرب الممنهجة مثلما اجتازوا من قبل العديد من النكبات، والمذابح، لأنهم أصحاب الأرض الأصليون، وفى النهاية النصر المؤزر من عند الله سيكون من نصيبهم.

فى هذه الذكرى العطرة (الإسراء والمعراج) نالت مصر نصيبها الطيب، فالرسول- عليه الصلاة والسلام زارها فى أثناء رحلته الأرضية والسماوية، حيث اشتم رائحة من روائح الجنة عندما وصل إلى سيناء، وسأل رسولنا الكريم سيدنا جبريل عنها فقال له جبريل إنها تنبعث من سيناء، حيث قبر ماشطة بنت فرعون الذى دفنت فيه هى وأبناؤها دفاعا عن إيمانها بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد، وشهدت معجزة أن ينطق طفلها الرضيع: «لا تجزعى يا أمى.. إنا على حق، وإنى أرى إخوتى فى الجنة»، ليقوى إيمانها أمام رحيل أبنائها واحدا وراء الآخر أمام عينيها.

إن رحلة الإسراء والمعراج درس لكل مسلم ليجتاز الآلام، والأحزان، ويقوى إيمانه بربه، فالرسول عرج به إلى السماوات العلا، والتف حوله الأنبياء، والرسل فى بيت المقدس، وهذا دليل على عالمية الرسالة المحمدية الإسلامية.. وكل عام أنتم بخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى