2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بخيت بيومى.. تراث وطن

الأحد 22 من شعبان 1445 هــ
العدد 50126
رحل المبدع الذى أكمل المثلث العبقرى المتفرد (بخيت بيومى- 1942-2024)، فقد جاء بعد صلاح جاهين (1930-1986) وبيرم التونسى (1893-1961) اللذين لا يَخفت بريقهما، ولا يقل وجودهما بعد رحيلهما عنه فى حياتهما، وجاء ثالثهما ليُغْنِى عالمنا بشعره الغنائى فى المسرح، والفوازير، فهو صاحب الألف فزورة، والموال، وقد كان يدرك أنه عندما يفرحنا، ويُرّقصنا مع نيللى، الفنانة المحبوبة، لم يبعد بنا كثيرا عن مواله، أو فنه التقليدى. أيها المبدع الكبير الراحل (بخيت بيومى) لا يمكن أن تسقط من ذاكرتنا فى زحام سنوات الحروب، أو الثورات، واللهاث فى عالم الاقتصاد، وإذا كان قد شعر مبدعنا فى سنواته الأخيرة بعدم الاهتمام، أو الاحتفاء الأدبى، أو المعنوى بوجوده فى عالمنا، فهذا ليس ذنبه، أو ذنبنا، فنحن جميعا كنا فى سنوات التغييب، أو الضياع، والصراع ما بعد عالم الثورات المخيف الذى شمل بلدنا، فحتى الفن، والكلمة كنا لا نتذوقهما، أو نشعر بهما، وامتلكنا رعب التغييرات المخيفة التى شهدها بلدنا فى العقدين الماضيين، ولكننا عدنا، وسوف نعود أكثر بالتدريج لنهتم بكل شىء جميل فى حياتنا، خاصة الكلمة المبدعة التى يمثلها فكر، وعقل المتفرد الراحل، ابن شربين- دقهلية، بخيت بيومى، الشاعر الذى يمتعنا، ويلاحقنا بالجمال منذ الستينيات وحتى الآن، والذى حفر اسمه، ودخل بغنائه، ومواويله، ومسلسلاته فى ذائقتنا الفنية، من المسحراتى 2003 إلى أخطر رجل فى العالم 1972، ومن ينسى سر الأرض 1994؟!، أما المسرح، والغناء فحدث ولا حرج، فقد ترك مكتبة تحوى إرثا لن يُمحى منذ أن قدم أسعد الله مساءك إلى فرقة فرح. نحن أمام تجربة غنية بالتميز، والتنوع، والثراء، وتعدد المحطات، فلا ينبغى بعد رحيله ألا يوثق إنجاز شاعر، فهو تراث وطن يفكر، ويغنى، ويغذى العقل، والروح، ولذلك أقول لفناننا الراحل، وشاعرنا المبدع إن حلقات الإبداع تكتمل بك، فلا تبتئس، لأن وطنك، وأهلك فخورون بك، ويدعون لك، وسعداء بفنك، ونِكاتك، وسحر كلماتك التى لم تفارقك فى اعتكافك، أو مرضك، أو ابتعادك، فأنت نموذج فريد لنجوم بنوا مصر المبدعة، ومواويلها التى لا تموت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى