نبيلة مكرم.. والصحة النفسية

الثلاثاء 24 من شعبان 1445 هــ
العدد 50128
جرائم كثيرة من نوعيات جديدة تُرتكب وضحاياها يسقطون وهم أبرياء، وذلك عندما أصبح كل طرف يملك الإعلام ويمارس الابتزاز عبره (خاصة الإلكترونى)، فهو سلاح خطير يسقط ضحاياه كل يوم.. فتيات فى عمر الزهور، بالجامعات، وآخرهن فتاة العريش التى شغلت مصر 2كلها، بل إن الجماعات المتطرفة فى الخارج تأخذ أى جريمة، حتى لو كانت نفسية أو اجتماعية، وتستخدمها «سياسيا» دون مراعاة أى قيم، أو أخلاق، فهى يهمها إغراق المجتمع فى صراعات.
لقد فكرت بعمق كيف نواجه تلك الظواهر الغريبة؟.. وقد تلقيت دعوة السفيرة نبيلة مكرم، الوزيرة السابقة، التى أطلقت منذ عام بالضبط ميلاد مؤسسة بعنوان «افهم.. اسمع.. تكلم»، أول مؤسسة مصرية للتوعية بالصحة النفسية، وكسر وصمة «العار» عن المرض النفسى، والتى تركز على ألا ننسى الإنسان نفسه، حيث ضرورة الاهتمام باحتياجاته النفسية التى لا تراها العين، ولا يبوح بها اللسان، والتى حولت أزمة مرت بها «بشجاعة الأم المصرية الأصيلة» لكى تكون سندا لأبنائها فى أشد المواقف، والأزمات دون ضيق منها، ولا ضجر، ودون أن يشغل تفكيرها ردود الأفعال تجاه ما تعرضت له بقدر ما يهمها الحالة النفسية لفلذة كبدها.
إن مؤسسة «فاهم» هى الحل للمجتمع العربى، خاصة المرضى النفسيين، أو حتى سوء التربية، وضعف الأسرة (البنت أو الولد)، فالكل فى حاجة لمواجهة الهواجس المجتمعية التى صدرت المريض النفسى على أنه مجنون، ولاشك فى أن تجاهل العوامل النفسية فى التواصل الإنسانى قد يصل بالمجتمع إلى نهايات صادمة، فلا نريد أن نصبح بين نوعين من البشر: المريض النفسى الذى يخشى المواجهة لكيلا يصبح مكروها، أو المبتز الذى يمارس المعايرة، أو التشهير بالناس باستخدام العورات أيا كانت.
أعتقد أن المؤسسة التى دشنتها نبيلة مكرم للصحة النفسية للمجتمع المصرى هى امتداد للمسيرة التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث الدعم الكامل لدمج ذوى الهمم والجمع ما بين الدعم المعنوى والمادى، ولذلك فإن مؤسسة «فاهم» أكبر تأكيد للفكر المستنير، والعمل على تحقيقه داخل المجتمع، فكل التحية للسفيرة نبيلة مكرم على هذا الدور الذى ينقذ شبابا، وفتيات كثيرين.
