2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الجامعة العربية .. وليبيا.. والسودان

السبت 6 من رمضان 1445 هــ
العدد 50139
الانشغال بقضية حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، على أهميتها القصوى، وفاجعتها اليومية، والضحايا، والمجازر، والمجاعات التى يلوح شبحها على الأطفال، والسكان هناك – يجب ألا تنسينا الدول العربية التى تترنح فى أُتون الصراعات، والحروب الأهلية الدامية، وهى ماثلة فى سوريا، ولبنان، واليمن، ولعلى أتوقف أمام التحرك الأخير لمصر والجامعة العربية فى قضيتى الحرب السودانية، والمحاولة الجادة لاختراق الأزمة الليبية، لأن إعادة تأهيل أى بلد عربى بعد تفككه، وانهياره تصب فى مصلحة الجميع، ولذلك شعرنا، فى زحام الاضطرابات، بأن الاجتماع الأخير، والتحركات السياسية لأحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، على الصعيدين الليبى، والسودانى- جاءت فى وقتها، وزمانها لتضع حدا للأزمة الليبية، والحرب السودانية.

لقد جمعت الجامعة العربية أطراف الأزمة الليبية (المجلس الرئاسى محمد المنفى، والنواب عقيلة صالح، والأعلى للدولة محمد تكالة) فى هذا التوقيت الدقيق فى مسعى لإخراج ليبيا من أزمتها التى طال أمدها، ولذلك فإن اقتحام الجامعة العربية الملف الليبى الشائك خطوة شجاعة لإنقاذ ليبيا من أن تظل ساحة صراع، وتجاذبات، وتنافسات بين دول كبرى، وإقليمية، وتنافس قادة محليين على عوائد النفط، والسلطة، أما السودان فاللافت زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى ليبيا، ومصر، وقبلهما الجزائر، وزيارة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتى) لليبيا، فالأزمة السودانية قد واصلت بحثها بالعودة إلى المسار العربى بعد أن تعقدت السبل نحو المبادرات الإقليمية فى الوجهة الإفريقية للسودان، ويأتى فى مقدمة محددات الموقف العربى الذى تمثله الجامعة العربية التفاعل مع أزمة السودان، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومنع انهيارها، ومساعدتها فى أداء مهامها، وتكثيف الجهود العربية، والدولية للحيلولة دون تدهور الأمن الغذائى المتردى فى السودان، حتى إن الجامعة العربية أطلقت مبادرة لإنقاذ الموسم الزراعى السودانى، وإقناع طرفىّ الصراع بوقف الحرب.

أعتقد أن الجامعة العربية، والقادة العرب هم الذين يستطيعون مساعدة الشعوب، والقادة المتحاورين، والمختلفين فى السودان، وليبيا إلى حل الصراع، لأن القوى الخارجية يبدو أن لها مصالح فى استمرار الصراعات، والخلافات، والحروب فى المنطقة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى