رسائل أوروبية لمصر

الأحد 7 من رمضان 1445 هــ
العدد 50140
تحولت العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى إستراتيجية شاملة، وذلك لأن مكانة مصر فى عالمها تجذرت بشفافية، وسياسات دقيقة، فقد وضعت القاهرة مصالح الشعوب فى المقدمة، وقد كشفت حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، على أرض الواقع، طبيعة، وقوة، ومكانة كل الأطراف التى تعمل لمصلحة المنطقة، والعالم، ولوقف الحروب، والاضطرابات، وقد كان مارك روته، رئيس وزراء هولندا، فى زيارته للقاهرة، دقيقا فى وصف هذه الحالة «أن مصر نجحت فى إنقاذ المنطقة من التدهور، بل إن دورها، وفعاليتها لوجستية، وإنسانية، وقد احتلت مصر المكانة الأبرز، وكذلك دورها الدبلوماسى، والسياسى، كان، ولايزال، ملحمة تاريخية ستُكتب بأحرف من نور فى هذه الفترة الصعبة، والدقيقة»، وقد كان الصراع إسرائيليا بحتا لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهلها. لقد نجحت مصر إستراتيجيا فى كشف أبعاد المخطط الإسرائيلى للتهجير، وتصفية القضية الفلسطينية، واستغلال حادث 7 أكتوبر 2023، ولكن على الجانب الآخر، منذ استغلال إسرائيل هذا الحادث، واندلاع الحرب، أصبحت قضية فلسطين، رغم الخسائر، والتدمير المريع لغزة، وأهلها، قضية سياسية بامتياز، وأصبح حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة لا ينازعهم فيها الاحتلال ضرورة حتمية لا يقف أمامها إلا حكومة التطرف الإسرائيلية التى تريد أن تسلب حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، والدولة، وهذا ما أكده خوسيه مانويل ألباريس، وزير خارجية إسبانيا، الذى زار المنطقة، وكانت مصر فى مقدمتها، حيث أوضح رفضه تهجير الفلسطينيين، وأكد المشاركة فى الإغاثة، بل إن الوزير الإسبانى أعرب عن تقديره لمصر، ومكانتها الإقليمية، كقوة رشيدة تعمل من أجل السلام، والاستقرار فى الشرق الأوسط، والبحر المتوسط. إننى أثمن الدور الأوروبى الرامى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذى يقف ضد العدوان، أو الحرب التى يلوح بها بنيامين نيتانياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ضد المنطقة الواقعة فى أقصى جنوب غزة (رفح)، والتى يتكدس بها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى نازح، أما مصر فلن تتوقف عن إغاثة غزة، وكشف مخططات العدوان الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية، ومحو وجود شعبها، وأهلها لمواصلة أخطر جريمة تقوم بها إسرائيل، والقوى الكبرى فى القرنين العشرين والحادى والعشرين ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
