شومر.. وإسرائيل المنبوذة!

الأثنين 8 من رمضان 1445 هــ
العدد 50141
هو ليس كبير الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكى فقط، بل أرفع مسئول يهودى، (زعيم الأغلبية الديمقراطية).. إنه تشاك شومر، الذى يعتبر دائما من أهم داعمى إسرائيل بالكونجرس الأمريكى، لكنه خرج وألقى خطابا هز أمريكا، وإسرائيل معا، حيث لم يطالب بإجراء انتخابات فى إسرائيل فقط، وتغيير، أو اختيار بديل لنيتانياهو، بل وصفه بأنه «السياسى الذى ضل طريقه، وأوجد أزمة إنسانية مدمرة فى قطاع غزة، وأزمة مماثلة وجودية لإسرائيل برفضه حل الدولتين».
إننى لم أسمع مثل هذا التحذير من قبل من سياسى أمريكى.. من أن «إسرائيل ستتحول إلى دولة منبوذة دوليا إذا واصلت حربها على غزة، وأن إسرائيل لا تستطيع أن تواصل وجودها كدولة يراها العالم بأكمله هكذا، وأنه يشعر بواجبه كيهودى أمريكى لإنقاذها من نيتانياهو، وجماعته.. وهكذا يرى شومر أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة تضر بإسرائيل أكثر مما تنفعها، حيث لم تعد حرب غزة سياسية، أو عسكرية فقط، بل أضحت قضية أخلاقية لا يمكن أن يقبلها إنسان عاقل فى عالمنا، ويتساءلون هناك: ماذا يجب أن يقول رئيس أمريكا لشخصية إسرائيلية مفتونة بالدمار؟، بل يُحضِّرون فى أمريكا ماذا سيفعلون ليبرروا للعالم إذا اجتاح الإسرائيليون رفح على حالها وهى مكتظة بالمشردين (ملايين النازحين) الذين بلا مأوى، وبلا طعام؟.. وماذا سيكون الرد الأمريكى؟.. كيف يستقبل البيت الأبيض اجتياح جنوب غزة، أو رفح، من دون أى خطة موثوقة لحماية المدنيين؟.. وماذا سيفعل؟.. وإلى أين سيصل؟
لقد رفع الرئيس الأمريكى جو بايدن الضغط العلنى على نيتانياهو بإشادته بخطاب شومر، زعيم الديمقراطيين، الذى وصفه بأنه «قلق جِدى لا يشعر به وحده، بل أيضا الكثير من الأمريكيين»، وشومر الذى تولى منصبه ٢٠٢١ زعيما للأغلبية لم يعرف عنه الشعبوية، لكنه زعيم مخضرم يعرف ما يقول، بل يشهد له بالحكمة، والدقة، وأنه متجذر فى الحزب الديمقراطى»، وولايته الراهنة فى الشيوخ هى الرابعة، واُنتخب فيها بالإجماع، وهو العميد الحالى لوفد نيويورك فى الكونجرس، وخطابه علامة، وتسجيل لمستقبل إسرائيل فى عالمها ما بعد حرب غزة، أو حرب نيتانياهو القذرة.
