2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

د. فتحى سرور..!

الأثنين 29 من رمضان 1445 هــ
العدد 50162
كل من يتابع سيرة، ومسيرة الدكتور أحمد فتحى سرور البرلمانية، والسياسية سوف يكتشف أننا أمام ظاهرة، وعلامة نادرة، فهو البرلمانى الذى مثّل حى السيدة زينب، أعرق أحيائنا الشعبية، طويلا، وكل أهالى الحى يعرفون بصماته، فهم يذكرونها.

إن الدكتور فتحى سرور هو رئيس البرلمان المصرى لأطول مدة فى تاريخه الحديث (٢٠ عاما) من عام (١٩٩١- ٢٠١٠)، وحواراته ورئاسته مسطرة أنها ذات حيوية برلمانية نادرة، ومتميزة، حيث لم يترك صغيرة أو كبيرة فى الشأن المصرى، وعلاقات مصر، إلا وتناولها، وأدار حولها الحوارات المعمقة بلا جدل، بل العمق، والنواب والجماهير التى تابعت البرلمان تشهد بذلك. لقد كان الدكتور سرور علامة برلمانية فى تاريخ مصر الحديث، وكفاءة باقتدار العلماء، وعندما تولى رئاسة البرلمان الدولى ١٩٩٧ لم يجدوا برلمانيا فى العالم أكفأ، وأقدر، وأجدر منه ليكتب الإعلان العالمى للديمقراطية، فهذا البرلمانى البارز، ورجل الدولة الحكيم يجب ألا ينسينا دورا آخر فى حياته، فهو رجل التعليم، والوزير المخضرم، وبصماته فى هذا المجال لا تخطئها العين فى حكومة الدكتور عاطف صدقى، الشهيرة بالإصلاحات الاقتصادية الداخلية المتميزة ( ١٩٨٦-١٩٩٣). إن فتحى سرور سوف تُحسب له أولويات سياسية متنوعة، أهمها أنه خلق الانسجام بين البرلمانيين على اختلاف تنوعهم، بل حشدهم حول قضايا الوطن، وأولويات مصر، وتلك هى عقلية العالم البرلمانى الذى يتسلح بالعلم، والاقتدار فى إدارة مؤسسة دستورية هى أم التشريع فى المجتمع، بل هى صنوان الاستقرار، وروح العدالة، فلا تطور بلا تشريع يلاحق العصور، ويدفع للأمام، ويتابع الرقابة على الحكومة فى كل نواحيها، ويترك الحرية للنواب ليمارسوا الرقابة، والتشريع.

أعتقد أن الدكتور فتحى سرور ظاهرة برلمانية محترمة فى تاريخ مصر السياسى، وكان يعرف، ويقدر أن الشفافية هى روح الديمقراطية، وأن الغموض يؤدى إلى انتشار الشائعات، خاصة فى العمل السياسى. لقد عالج الدكتورسرور ظاهرة المستقلين فى البرلمان، وطالبهم بالانضمام للأحزاب المختلفة، وكان يوظف رغبة البرلمانيين فى البرلمان، والسياسة فى المصلحة العامة بأسلوب العلماء، ورجال الدولة الأفذاذ.. رحم الله الدكتور أحمد فتحى سرور، العلامة المميزة لبرلماننا، وسياساتنا، سنوات طويلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى