2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السيسى.. ومهمة الإنقاذ الكبرى

السبت 4 من شوال 1445 هــ
العدد 50167
تذكرت رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رمضان (قبل تنصيبه) الداعمة، والمساندة للأردن، عندما تفاقمت الأمور هناك، واستأسدت الجماعات المتطرفة على الأردنيين جراء حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، وما يستتبعها من عمليات الاحتلال فى لبنان، وسوريا، وقبلهما كانت هناك عملية فى الأردن، والعراق لجر الجميع إلى المحرقة المشتعلة فى المنطقة، وقد بدا واضحا، بعد حادث ضرب مقر الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا، والذى راح ضحيته مجموعة من كبار القادة فى الحرس، أن المعارك سوف تحتدم، خاصة بعد أن هددت إسرائيل بضرب القصر الرئاسى فى دمشق نفسها، والرد فى طهران، وتصريحات خامنئى بأن الرد الإيرانى قادم.

لقد توقفت أمام الاتصالات الرئاسية المصرية للمعايدة على رؤساء فلسطين (أبومازن)، وسوريا (الأسد) والسودان (البرهان)، فهذه جبهات مشتعلة فعلا، والتصعيد فيها يؤدى إلى مزيد من إضرام النار فى المنطقة، ومصر ورئيسها يقصدان الدعم، والتأييد الكامل للفلسطينيين، والسودانيين، والسوريين، وتحاول القاهرة جاهدة عدم التصعيد فى المعارك المشتعلة، حيث المنطقة كلها أصبحت على صفيح ساخن، وكل يوم تدخل فى مرحلة جديدة من الصراع، وإذا نظرنا إلى غزة فإنها بالنسبة للمصريين هى أكثر القضايا حساسية إليهم، وأنها فى كل الأحوال أمن قومى، وهذه ليست حقيقة بنت اليوم، وإنما منذ بدء العدوان الإسرائيلى على العرب، والفلسطينيين منذ قرن من الزمان، فمصر تدعم غزة، وتدفع أمريكا وشركاءها الأوروبيين لوقف الحرب على غزة، وتساعد مع الشركاء العرب، ليس من موقع الوسيط، ولكن بسبب ما تشعر به من آلام نتيجة ما يقع على شقيقتها فلسطين، خاصة فى غزة، من أضرار نتيجة الحرب والإبادة التى طالت السوريين، وها هى تطول السودانيين، واللبنانيين، كما طالت العراقيين من قبل.

أعتقد أن الاتصالات المباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسى مع هؤلاء الزعماء فى العيد كان مفادها «نحن معكم، ولن نتخلى عنكم»، ولذلك فإن دعواتنا وصلواتنا أن يواصل الرئيس مهمة الإنقاذ الكبرى للمنطقة من أن تقع فى براثن حرب إقليمية واسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى