رسائل مصرية ــ كويتية

الأثنين 27 من شوال 1445 هــ
العدد 50190
بعث لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، مؤخرا، فى القاهرة، عدة رسائل بالغة الأهمية للبلدين، والمنطقة، والعالم، وبنظرة خاصة مدققة للقاء فإنه لم يكن مصريا ــ كويتيا، فقط، بل عربيا، وإقليميا، وعالميا. أعتقد أنه رغم أهمية العلاقات المؤسسية الراسخة بين البلدين منذ استقلال الكويت فى الستينيات وحتى الآن، والأدوار التاريخية التى لعبتها ــ حيث إنها مبنية على أسس متينة ثقافيا، وإعلاميا، وامتدت اقتصاديا، وتجاريا، بل توسعت عبر مراحل التطور السياسى للبلدين ــ فإن القمة التى عُقدت بين الرئيس السيسى والأمير الصباح، الأسبوع الماضى، أثمرت رؤية إستراتيجية، وحملت روحا، ورسالة قوية مهمة للمنطقة، وشعوبها، فالزعيمان جمع بينهما القلق المتزايد على أمن المنطقة ككل، والذى يريانه ينزلق للحروب فى كل الاتجاهات.. فى فلسطين، والسودان، والشام الكبير، واليمن، ومع جيراننا الإقليميين، وإسرائيل، كما أن الزعيمين من القادة القلائل فى عالمنا العربى الذى جمع بينهما أسلوب العمل المنهجى، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، حيث إنهما ينتميان إلى مدرسة تعرف معنى الأمن والاستقرار، فقد عاشا حياتهما قبل توليهما مقاليد البلاد يبنيان، ويعملان لدى المؤسسات الأمنية، والعسكرية. لقد حرص الشيخ مشعل على رحلته للقاهرة بعد الرياض لتكون رسالة تحالف، ودعم لوحدة العمل العربى بعد وحدة الخليج.. إذن نحن أمام حاكم يتطلع إلى بناء علاقات، وتحالفات عربية مميزة، وقوية، وقد بدا واضحا أن رؤية القائدين واحدة، وتتجه إلى تهدئة التوترات الإقليمية، ثم التركيز على التنمية الشاملة، كما استقبل المصريون القمة بين الرئيسين بالإيجابية، والحب، باعتبارها رافعة عربية سياسية لدعم القضايا العربية، كما حملت زيارة الشيخ مشعل للمصريين رسائل مهمة.. أن الكويت ستكون شريكا استثماريا، وتجاريا للجمهورية الجديدة، وأن استثماراتها التى وصلت إلى أكثر من ٢٠ مليار دولار ستتزايد، والمصريون يعرفون، ويقدرون دور صناديق التنمية الكويتية فى مصر، وأن اللجنة العليا بين البلدين سوف تتطور فى المرحلة المقبلة، فى إشارة من الزعيمين للاستثمار، والتوسع فى الزراعة، والصناعة، والخدمات.. وكل المجالات.
