2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

هَبَّةُ عربية..!

الخميس 8 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50200
حقيقة، لا أستطيع إلا أن أتفاءل بقمة العرب (اليوم) فى العاصمة البحرينية المنامة، فالبحرين من الدول القليلة التى نجت مما خُطط للمنطقة العربية فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين تحت مسمى «الربيع العربى» الذى مازالت فصوله تتوالى، ولعل العدوان الإسرائيلى البشع على غزة، والمستمر للشهر الثامن على التوالى، هو أقسى مراحله علينا عربيا، وعلى المنطقة ككل، إذن هو حرب، وإبادة، وتهجير، ونكبة كبرى للفلسطينيين (تتزامن اليوم النكبة الأولى التى هجرتهم فى القرن الماضى- مايو ١٩٤٨)، والترانسفير الفلسطينى المستمر منذ قرن من الزمان لم يصبح ماضيا على الإطلاق، بل حاضرا، وسوف يظل مستقبلا إذا لم يقلع قطار الدولة الفلسطينية بوحدة فصائلها، واتفاقها فى إطار منظمة التحرير، وأن تعود الجنسية الفلسطينية كعلامة للشعب، وحدود للدولة على الأراضى المحتلة بعد عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس.

أعتقد أن قضية فلسطين تعيش ذروة الهَبَّة العالمية، حيث حصلت على تأييد العالم فى المنظمة الدولية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن إسرائيل (الدولة المعتدية) متهمة، ورئيس وزرائها، وحكومته أمام المحاكم الدولية، والأهم أمام الرأى العام المتمثل فى شباب الجامعات الأمريكية، والأوروبية، واليوم تنضم الهَبَّة العربية، كما سماها أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، لإغاثة الشعب الفلسطينى، وأن يعرف أهل غزة المُعتدى عليهم، الذى يعيشون مرارات التشريد، والقتل، والإبادة، أن أشقاءهم العرب معهم، ولن يتركوهم حتى تعود حقوقهم، وأن دماء الأطفال، والضحايا الذين سقطوا بأرقام قياسية على تراب غزة لن تضيع هباء، بل ستكون وقودا يحرق الأعداء، ومُدادا لقيام الدولة، والحلم الفلسطينى المأمول.

لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية، واقتصادية، وثقافية، واجتماعية لإنقاذ الإقليم بإقامة سوق عربية مشتركة تواجه التحديات الجيوسياسية، وتُحد من التوترات فى الشرق الأوسط، وأتطلع إلى أن تكون قمة المنامة الـ٣٣ ليست رقما عاديا فى تاريخ القمم العربية، وأن تكون قمة فارقة فى تاريخ العرب، ننتظر منها قرارات جريئة تهز الوجدان العربى، ولتكن بالتدريج.. لا نريدها فورية ولكن تصحيحية متدرجة.. قوية.. تسودها الثقة، والرؤية الواضحة لمستقبل المنطقة لكى تنقذها من الفوضى، والانهيارات، والتيارات المتطرفة فى كل الاتجاهات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى