2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

إسرائيل وأمريكا والسقوط المتتابع!

الأحد 18 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50210
يبدو أننا أمام نقطة بداية جديدة فى عالمنا (الشرق والغرب معا)، حيث لن يرحل نيتانياهو، وفريقه الحاكم فى إسرائيل، عن الحكم، قبل أن يُحاكم داخليا، وعالميا، كما أن بايدن منذ أن دخل هذه الحرب، سيئة السمعة، لإبادة أهل غزة، لم يتوقع هو وفريقه فى واشنطن كل هذه المواقف الدولية المتعاقبة، والمتتابعة على بلاده، وإسرائيل معا. فمن كان يتوقع ما يحدث؟.. هل توقعنا أن يصدر قاض دولى حكما بمحاكمة رئيس وزراء إسرائيل أمام هيئة قضائية جنائية، ومعه وزير حربه؟!..هل توقع أحد أن تخرج أوروبا بثلاث دول مرة واحدة على أمريكا، بل الاتحاد الأوروبي، وتخترق نواميسه، وتعترف بالدولة الفلسطينية؟!.. إننا إذا توقعنا إسبانيا، ‪و‬لم نتوقع أيرلندا أن تخرج على أمريكا.. وهكذا النرويج، وقبلها السويد، و١١دولة أوروبية، حيث اخترقت فلسطين قارة أوروبا.. وهكذا مثلما كسبت إفريقيا، وتفوقت فى آسيا، وقارات العالم السبع ( ١٤3 دولة اعترفت بفلسطين رغم أنف الفيتو الأمريكي)، وقد وقفت أمريكا عارية أمام العالم، ومنظماته التى أنشأتها.. لا تستطيع أن تبرر ما يحدث، لكن العالم، والجمعية العامة للأمم المتحدة تجاوزا مجلس الأمن، وفرضا وضعًا خاصًا، واعترافا عظيما بدولة قادمة لا محالة للمجتمع الدولي، والعالم، بعد طول صراع مع أقوى الكيانات، والأموال، والقوة فى عالمنا المعاصر.

أعتقد أن أمريكا لم تسقط عاجزة عن الدفاع عن ربيبتها إسرائيل، فهى تقدم لها كل أنواع الأسلحة، بل سقطت أخلاقيا فى الشرق الأوسط، حيث يبدو أن السقوط الأخلاقى أقوى من السقوط العسكري، أو خسائر الحروب، وأعتقد أن حصانة إسرائيل من العقاب التى كانت تبدو منيعة ذات يوم لم تعد موجودة الآن، وذلك بعد أن رأينا وسمعنا قضاة محكمة العدل الدولية ظهر أمس الأول يطالبون إسرائيل بوقف الحرب، بل الخروج من رفح الفلسطينية، وكل هذا له دلالات عميقة، وليس رمزية، بل جديدة، ومختلفة.. إنها إرهاصات عالم جديد، ومؤشرات على أن العالم لم يعد يقبل ظلم الاحتلال الإسرائيلى للفلسطينيين، بل خلق واقعا جديدا أقوى من الأفق السياسى الذى كنا ننتظره للقضية الفلسطينية، بل للمسألة الإسرائيلية فى كل الشرق الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى