أرقام مهمة حول السياحة

الأثنين 19 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50211
أتابع عن كثب، وبدقة، إيرادات مصر من السياحة، وقناة السويس، وأتطلع إلى زيادة تحويلات المصريين من الخارج عبر البنوك بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، فهى ثلاث معادلات تهمنى جدا للغاية لأنها بالنسبة لاقتصادنا مثل عمليات نقل الدم السريع الذى يقوى الجسم مباشرة، ويسمح باستمراره فى الحياة إلى أن يتطور الاقتصاد المنتج (زراعة، وصناعة، وخدمات)، وهذا يحتاج إلى سنوات عمل، وبرامج حاسمة لكى يتناسب مع البنية الأساسية التى ازدهرت فى مصر فى السنوات العشر الماضية، وهى بحق قياسية، وتأثيرها المستقبلى سيشعر به أبناؤنا، وأحفادنا بالقطع.
فى هذا الإطار كانت أرقام أحمد عيسى، وزير السياحة، فى المؤتمر الأخير بشرم الشيخ، دقيقة، ومفاجئة، وشعرت بالارتياح لهذه السياسة العلمية التى تدعونا للاحتفال، وشكر القائمين عليها، حيث جذبت مصر ٤٫٦ مليون سائح فى أول ٤ أشهر من العام الحالى (٢٠٢٤)، وبالفعل هذا رقم معتبر، رغم أنه تم فى فترة دقيقة، وصعبة، حيث الحرب فى إقليمنا، أو منطقتنا العربية (العدوان الإسرائيلى على غزة) مستمرة منذ ٨ أشهر، وأضرت بالسياحة فى المنطقة، ومع ذلك فإن وزارة السياحة تجاوزت هذه الأضرار، حيث الأرقام تشير بحق إلى أن هذا هو ثانى أعلى تدفق للحركة السياحية فى مصر بعد عام ٢٠١٠، وهو عام قياسى، حيث حقق ٧٫٤ مليون سائح خلال الفترة نفسها، كما أن الإيرادات هى الأعلى فى تاريخ السياحة المصرية متجاوزة الشهور نفسها من العام السابق (٢٠٢٣) والبالغة ١٫٤ مليار دولار، وهى بذلك أعلى من الفترة نفسها فى ٢٠١٠، والتى كانت ٧٫٣ مليار دولار.. إذن نحن أمام رقم قياسى فى أعداد الحركة السياحية الوافدة خلال عام ٢٠٢٣، وذلك عندما وصل عدد السائحين الوافدين إلى 14٫9 مليون سائح، وهو الرقم الذى تعدى الأعداد السياحية لعام ٢٠١٠، والذى يعتبر عام الذروة، حيث حقق 14٫7 مليون سائح.
أعتقد أن تطور وزارة السياحة يشير إلى أن مصر أصبحت تأخذ بالأساليب العلمية، ولا ننسى أن مستهدفات صناعة السياحة إذا استمرت على هذا المنوال ستحقق نموا يتراوح بين ٢٥ و٣٠٪، مما يعنى الوصول إلى ٣٠ مليون سائح ليس فى عام ٢٠٣٠ ولكن فى عام ٢٠٢٨.
