العرب.. والصين .. والعالم الجديد!

السبت 24 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50216
الصين تبدو لى أنها كل المستقبل للعالم، ولكنها الآن جزء من الحاضر، كما أن تاريخ الحضارتين (العربية والصينية) يشير إلى ما يجمعهما، ولم تبن علاقات مصرية- صينية بهدوء، وتعقل، وحكمة كما بناها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى السنوات العشر الماضية، فالزيارات المتبادلة رقمها قياسى، وقد وضعت أسسا متينة، ولذلك وجدنا القمة الأخيرة، والتى جاءت فى أوانها (اشتعال منطقة الشرق الأوسط)، ترسل رسالة للعالم أن هناك من يعمل فى مجالات متعددة لحماية الحاضر، وضمان المستقبل من أن تشتعل الحروب وتقضى على ما تحقق للبشرية والإنسانية من أسس التعاون، وقد جاءت الزيارة السابعة للرئيس السيسى للصين علامة على هذا الاتجاه، وتلك الرؤية للحاضر والمستقبل معا.
لقد توقفت أمام المنتدى العربى- الصينى، حيث إن توافد الزعماء العرب على العاصمة الصينية بكين يرسل رسالة إلى أن العالم لن يكون أحادى الرؤية، وأن الشرق أصبح يلعب دورا رئيسيا فى تشكيل السياسات المستقبلية، وقد توقفت أمام مقالتين ستشكلان علامات على هذا المسار العربى- الصينى، الأولى للسيد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، والثانية لوانج يى، وزير الخارجية الصينى، والتى مهدت للقمم الثنائية، والقمة العربية المشتركة، حيث أبحر أبوالغيط بنا فى إسهام الرحالة، والجغرافيين، والمؤرخين، وأعاد أمامنا رحلة ابن بطوطة وتحفته «النظار فى غرائب الأمصار»، ونقلنا من التاريخ إلى الحاضر الذى شهد فى القرن الحادى والعشرين ما يمكن تسميته «قرن العلاقات العربية- الصينية»، حيث وفر الإطار المؤسسى للعمل الجماعى للدول العربية مجتمعة، وجمع لأول مرة فى التاريخ ما بين الصين وكل الدول العربية، أما السيد وانج يى، وزير خارجية الصين، فقد أبحر عبر الأسواق، ودلل بالأرقام، خاصة مصر والسعودية والإمارات وهى تقود العرب نحو قارة الصين الكبرى، وأن هناك احتراما متبادلا بين العرب والصينيين، وتفاهما نحو المستقبل لقيادة الحضارة البشرية للتعايش، والتناغم.
إن العرب والصينيين يحاولون أن يعيدوا للعالم رشده بعد أن فقده سنوات طويلة وهو يفكر غربيا فقط، فبالثقافة، والفنون نعيد طريق الحرير، ونخطو للتجارة، والصناعة فى عالم جديد.. عالم يلعب فيه العرب والصينيون دورا أكبر لأول مرة فى تاريخهما الحديث.
