د.حسام بدراوى .. والكتابة بالعمق

الخميس 28 من ذي الحجة 1445 هــ
العدد 50249
كل من له اهتمام بالشأن العام، ومستقبل مصر، أكيد سيتوقف أمام كتابات الدكتور حسام بدراوى، الأستاذ الجامعى، والطبيب، والكاتب، والخبير فى أكثر من مجال، حتى تكاد تتصور أنه ترك الطب إلى السياسة، أو تركهما معا للتعليم، وقد تلتبس عليك شخصيته، ولكنك بالتأكيد ستتوقف أمام أفكاره، وعمقها، وتأثيرها فى الحياة العامة، وعلى الشباب تحديدا، فهو طبيب مهموم بمستقبل مصر، ولذلك أخذه مجال التعليم وتأثيره على المستقبل بمختلف مجالاته، حتى أصبح متخصصا فى دقائقه، وله مشروع فيه يستحق الدراسة، بل المناقشة العامة، لأنه يكتب حوله بعمق المتخصصين، حتى تكاد تتصور أنه مهنته الوحيدة، فالرجل لم يبخل بعلمه، وتخصصه على أهله، ومواطنيه، بل طرحه مثل السياسى المحترف فى أكثر من موقع، وكتاب، ومقال، وحوارات، وندوات ذات تأثير فى نهر المجتمع المتدفق كله، ناهيك عن أنه سياسى متمرس فى البرلمان، والأحزاب، ومحاورات الشباب، ويضاف، أو يختلف عن السياسيين، أنه رجل علم، ومتخصص.
لقد جذبنى كتابان للدكتور حسام بدراوى هما (دعوة للتفكير) و(الجرأة على التفكير)، اللذان عندما تقرأهما تكتشف عمق صاحبهما، وأنهما يدفعانك فعلا إلى التفكير والجرأة اللذين سيصلان بك إلى المعرفة، ولذلك أعتقد أن كتابات الدكتور بدراوى تفتح لقارئه أبوابا، بل آفاقا واسعة للوعى لإدراك الحقائق التى تجرى من حوله، فهو يسعى بجدارة لأن يضعنا فى مصاف القدرة على الاختيار، ويفتح أمامنا أبوابا لكى نتجرأ على التفكير بحرية، ودون خوف، وقد وصل بنا إلى الحقيقة التى نصبو إليها، وهى أنه لا تقدم من دون استخدام العقل، والعلم، والمرجعيات الصحيحة، وأن نخطو بشجاعة، ونتجرأ على المعرفة، حتى نصل إلى حالة عقلية يتم من خلالها إدراك الواقع، والحقائق التى تجرى من حولنا.
إننى لم أقدم الكتابين، فهما يحملان ما لا تتسع له هذه الزاوية، ولكننى أدعو بنى وطنى إلى أخذ فكر الدكتور حسام بدراوى بالعمق الذى أخذ نفسه به، ليصبح ليس سياسيا فقط، بل داعية من نوع خاص، ليس للأديان، والتعليم، بل تقدم المصريين فى عالمهم، فتحية للكاتب الداعية، والمتفوق.
