البطيخ.. ومعاداة «السامية» بألمانيا!

الأحد 8 من محرم 1446 هــ
العدد 50259
«أنقذوا البطيخ» شعار أُطلق فى أوروبا بعد أن أصبح متهما فى ألمانيا بمعاداة «السامية». مجلس النواب الألمانى، بعد تصويت سريع، حظر «المثلث الأحمر» من العلم الفلسطينى، وهو العلامة التى باتت منتشرة فى التظاهرات بالجامعات الأمريكية، والأوروبية، وفى الشارع هناك، وأضحت تستخدم بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعى. المشرع الألمانى (الذكى!) جعل من علامة البطيخ جريمة، بل رأى بوضوح، وطالب، بعد جدل بيزنطى للبرلمانيين الألمان ممثلى الأحزاب الكبرى، ونواب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، والديمقراطى الاجتماعى، وحزب «البديل من أجل ألمانيا» (للأمانة عارضهم أحزاب اليسار، والخضر) ــ بحظر دخول البطيخ للبرلمان، ووفقا لوسائل الإعلام الألمانية دعا مجلس النواب إلى أن يقر مجلس الشيوخ على المستوى الفيدرالى حظر «المثلث الأحمر» فى جميع أنحاء البلاد، لأنه يمثل تهديدا مباشرا للشعب، ويجب منع ظهوره للجمهور، بل ضمان معاقبة من يستخدمه، فهل وصلت ألمانيا لهذا التردى، والخوف من إسرائيل، وأضحى برلمانها بهذه الدرجة؟.. وهل تنتظرون من برلمانيين بهذا المستوى أن يكونوا قادرين على مواجهة إسرائيل، وإلزامها بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين ودولتهم، وهم يحظرون المثلث الذهبى، أو البطيخ خوفا من اللوبى الإسرائيلى؟!. نحن أمام ظاهرة جديدة بعد انكشاف إسرائيل، وعدوانها على الشعب الفلسطينى، وقتلها الأطفال، وهدم غزة على رءوس أهلها، وظهور الآلة العسكرية الإسرائيلية وهى تستأسد على المدنيين البسطاء الفلسطينيين، وأصبح اليهود فى كل العالم أكثر قلقا من أى وقت مضى بعد الحرب العالمية الثانية، وظهر المد التصاعدى المعادى لهم، ولم تجد إسرائيل ومناصروها إلا رفع شعار معاداة «السامية»، وكل ذلك بسبب ما فعله نيتانياهو فى إسرائيل، وفى يهود العالم، وقد أصبحت الصورة أكثر قتامة وفقا لمعلومات جمعتها أخيرا 120 جمعية ومنظمة يهودية كانت تتصور أن الدنيا ستتوقف عند مظاهرات الجامعات الغربية، ولكن الصورة انتقلت إلى الشارع الأوروبى، والغربى، حيث عرّت حرب غزة إسرائيل واليهود فى العالم، وبعثت مخاوف لديهم كانت قد انتهت، ولكنها ظهرت من جديد، فهل يتعظ، ويتعلم «يمين» نيتانياهو مما فعله بمستقبل بلده، بل عقيدته؟!.
