ثلاثية ترامب.. وبايدن.. وأمريكا «1»

الأربعاء 11 من محرم 1446 هــ
العدد 50262
تعمق فى الأسطورة القادمة للعالم، والأحداث التى تتوالى، وتصنع ما لا نتخيله، فستجد أن دونالد ترامب (المرشح الجمهورى) ينجو من الموت بأعجوبة، وبطريقة سريالية، قبل أن يُلقِى خطاب ترشحه رئيسا للولايات المتحدة من جديد فى مؤتمر حزبه، أو منافسا عليه مع الرئيس العجوز (الديمقراطى) جو بايدن.
إن الرئيسين (السابق والحالى) كل منهما يحاول أن يكمل قصته، وتبادل الأدوار، أو ملحمته فى البيت الأبيض، والدماء التى تسيل فى الطريق إلى البيت الأبيض قد تعزز العنف الذى بدأ مع المعركة الانتخابية الأخيرة التى هُزم فيها ترامب، وخرج من البيت الأبيض، واندفع جمهوره إلى الكونجرس فى مشهد لم تتعود عليه الدولة العظمى، وهو الرئيس الصعب الذى يجب ألا يخرج مهزوما إلا بعد فترتىّ الرئاسة، أو أن يرحل ميتا، ولكن مقادير السياسة جاءت به مع سياسى مخضرم قديم (بايدن)، نائب الرئيس الأسبق، وعضو الكونجرس من بواكير حياته (طوال ٥٠ عاما)، والذى يتصور هو الآخر أنه الموعود بالرئاسة منذ شبابه ليرث زعامة كيندى لدى الديمقراطيين، ولم يستطع أن يصل إلا وهو هرم، وشيخ عجوز، ويتذكر دراما رحيل ابنه وزوجته فى حادث طائرة، وأكمل المسار حتى وصل رئيسا للولايات المتحدة على أنقاض رئيس لم تعرف أمريكا نظيرا له، ويتحدثون عن صنع الأساطير له، لأنه جاء من عالم آخر، (الأعمال وأموالها الطائلة)، إنها لا تتم إلا بالعنف، والدماء، ولكن هذه المرة هى أسطورة متداخلة متلاحمة يتصورونها أسطورة الرئيس الخامس الذى ينجو من الموت بأعجوبة ليعود إلى البيت الأبيض بانتخابات غريبة قلّما تحدث، وهى ملحمة أخرى تضاف إلى سجل الرئيس القادم الذى نجا لكى يمزق خطاب ترشحه الذى يكرس المخاوف فى أمريكا بين الحزبين الكبيرين، والانقسام الخطير (الديمقراطى والجمهورى) ليكتب خطابا آخر عله يفلح فى تحقيقه، ويوحد أمريكا، كما يزعم، أو يهدف، وهو الشخصية التى لم تعرف الوئام فى حياتها ولو مرة واحدة، فقد عاش على الانقسام وتلذذ به، ويجىء اليوم، ويكون رد فعل للانتخاب من الأقليات فى الولايات المتحدة لكى يفجر منابع الخوف بها.. وغدًا نكمل الحديث.
