2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

فى وداع د.نبيل العربى

الأحد 27 من صفر 1446 هــ
العدد 50308
فقدت مصر شخصية مهمة فى تاريخها السياسى والقانونى..إنه الدكتور، والدبلوماسى، والفقيه القانونى ابن الخارجية المصرية (نبيل العربى 1935-2024). عندما يُذكر اسم فى تاريخ المصريين المعاصرين فى القرن العشرين.. وما بعده، لن يسبقه أنه وزير للخارجية المصرية لعدة شهور قليلة ما بعد 2011 إبان توتر كبير فى مصر خلفا للوزير أحمد أبوالغيط، أو أمين عام الجامعة العربية خلفا للوزير عمرو موسى، فى تلك الفترة الحساسة، والقلقة فى التاريخ المصرى، والعربى ككل، وأنه كان بمثابة المتوسط الحسابى الدقيق الذى يقبل القسمة على كل التيارات، والأفكار، والنزاعات المحلية، والإقليمية التى تصارعت فى مصر والمنطقة العربية خلال الفترة الحساسة، والدقيقة فى تاريخنا المعاصر كله- ولكننا سوف نتذكر كذلك، وبقوة، أن الدكتور نبيل العربى هو الدبلوماسى، والقانونى الذى كنا نلجأ إليه فى القضايا الحساسة، والدقيقة فى تاريخنا، التى تحتاج إلى من يجمع بين القدرات السياسية والقانونية معا، وهى كثيرة، ولعل أهمها أنه المستشار القانونى للوفد المصرى فى أثناء «كامب ديفيد» للسلام فى الشرق الأوسط عام 1978 الذى يراجع البنود القانونية فى أخطر ملفاتنا للتاريخ.. فى صراع لا يقبل هفوة، أو سقوط نقطة، أو همزة بهذه الاتفاقيات التاريخية فى المستقبل مع العدو الذى يجيد استخدام الصياغات الملتوية، وقلب الحقيقة، والأوراق، والأخطر، والأهم فى سجل هذا الراحل الكريم، والهادئ، والواثق أنه كان محامى مصر الذى قاد الفريق القانونى، أو الدفاعى، فى القضية الشهيرة التى شغلت كل المصريين طوال النصف الثانى من عقد الثمانينيات من القرن العشرين، والتى كانت على بقعة غالية من أرض مصر، التى عرفت بـ «قضية طابا»، وظلت هذه القضية المتنازع عليها تشغل الناس لضمان حقوق التراب المصرى، والحدود المصرية بعد انسحاب إسرائيل الكامل من شبه جزيرة سيناء فى 25 أبريل 1982، حيث رفضت إسرائيل الانسحاب من طابا تنفيذا لأحكام معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية التى وُقعت فى مارس 1979، واستمر هذا النزاع القانونى حتى صدر الحكم فى عام 1988 بأحقية مصر فى طابا، والملف الدفاعى يديره بهدوء، واقتدار، وثقة السفير، والقانونى (نبيل العربى). رحم الله الدكتور نبيل العربى، وجزاه خيرا عن جميع أدواره فى كل مراحلنا التاريخية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى