2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الشيعة العرب.. و«نصرالله»

الثلاثاء 28 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50338
أصبح حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبنانى، الراحل، شخصية كاريزمية ضخمة، ليس فى لبنان وحده، ولكن فى المجتمع الشيعى بالعالم العربى كله، فهم يجدون فيه المنقذ، أو الملاذ، ومركز القوة، والنفوذ الذى أنقذهم من التهميش لبنانيا، وإقليميا، وقام بتقوية الفصيل الشيعى فى لبنان، والمنطقة العربية ككل، لدرجة أنه سيطر على كل لبنان، ولا يمكن انتخاب رئيس جمهورية، أو رئيس وزراء هناك إلا بموافقته.

أعتقد أنه إذا كان لبنان مجتمعا طائفيا منقسما بين المسلمين السنة، والمسيحيين، فإن الطائفة الشيعية الكريمة فى لبنان وجدت ضالتها فى زعامة حسن نصر الله فى المقاومة ضد إسرائيل، وأخذت من الولاء للثورة الإيرانية، والخومينى، وبعده خامنئى، ملاذا للقوة، ونحن نشعر معهم بمرارة رحيل قائدهم، واغتياله من قِبل إسرائيل فى إطار الحرب التى انفجرت فى المنطقة العربية ما بعد أكتوبر 2023، لدرجة أن مشاعر الشيعة فى لبنان تصل إلى مستوى الإحساس بمرارة تعادل مرارة ما بعد اغتيال رفيق الحريرى، زعيم الطائفة السنية اللبنانية، ورئيس الوزراء، ولذلك يجب على العرب، والأتراك، والإيرانيين فى منطقة الشرق الأوسط مراعاة البعد النفسى، والطائفى فى لبنان، ومكانة حسن نصر الله فى هذا الهرم الطائفى بمكون الدولة اللبنانية.

وعلى الرغم من أننى أؤمن باستخدام المصطلحات (الشيعة والسنة يعبران عن طوائف متخيلة) فلا يجوز تجاهل المشترك العربى، فشيعة العراق، ولبنان، وسوريا فى غالبيتهم الساحقة عرب ينتمون إلى الثقافة، والتاريخ العربيين، وقد فاخر الشيعة العرب بعروبتهم فى مقابل سهولة تتريك تركيا النخب السنية المدنية فى نهاية العصر العثمانى للبناء عليه، وبالتالى فلا أساس لإشكالية العلاقة والنظرة للشيعة العرب فى العراق، أو البحرين، ولبنان، وسوريا، وتكريسهم طبقا لفكرة قديمة زرعها العثمانيون عقائديا بالأيديولوجيا الحاكمة الممثلة للمذهب السنى رسميا، وهى نظرة تجاوزها الزمن، وانتهت تتمثل فى الدمج والفصل بينهما، وقد أدى ذلك إلى جعل الهوية الدينية للشيعة العرب فى موضع شك، وأفضى إلى أطر تقسيمية ما بين تركيا وإيران، ولذلك فإن الوضع العربى الراهن يستدعى احتضان كل الطوائف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى