2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

قناة السويس نجمة «فوكاك»

الأثنين 6 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50316
شاركت مصر فى قمة منتدى التعاون الصينى- الإفريقى (فوكاك) التاسعة، باعثًة بإشارات دالة بالوفد الرفيع برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وقد جاءت القمة بتوضيحات أن الصين غيّرت إستراتيجيتها للتعاون مع دول القارة على الصعيدين الجماعى والثنائى، حيث تحولت إلى الصفقات الأكثر ربحية، وتقديم استثمارات أكبر استدامة لإيجاد فرص العمل، وفتح أسواقها بشكل أكبر أمام الأعمال الإفريقية، ما يبدد المخاوف المتعلقة بعدم توازن التجارة، ومصير الديون التى وقعت فيها القارة فى الماضى.أعتقد أن هذه السياسات الجديدة جعلت قمة 2024 هى الأنجح على الصعيدين الجماعى والثنائى لخمسين دولة إفريقية مع الصين، وبالنسبة لنا فى القاهرة، فقد خطفت عيوننا المشروعات الخمسة التى تم توقيعها على هامش القمة لإنشاء مشروعات صينية داخل المنطقة الصناعية لقناة السويس، التى تحولت إلى بؤرة الاهتمام الصينى لأهميتها الاقتصادية، وقيمتها تجاوزت المليار دولار، وكذلك لصعود المنطقة الاقتصادية للقناة لمكانة مرتفعة على الصعيد الدولى لجذب الاستثمارات العالمية المتميزة، وقدرتها على المنافسة فى المجالات الدقيقة، والصعبة، وهذه المصانع الخمسة تدور حول إنتاج الزجاج، ومعظمها مكونات لتوطين الصناعات المكملة لمشروعات الطاقة المتجددة، وأهمها الشمسية.. وكلها منتجات للسوق المحلية، والتصدير إلى شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، وهى مشروعات تُدخل تكنولوجيا جديدة، وعائداتها التصديرية تتجاوز الـ 120 مليون دولار، كما أن المشروعات الجديدة تشير إلى أن خطط المنطقة الصناعية لقناة السويس تُوضع على الخريطة العالمية للإنتاج، وأنها تقيم تجمعات صناعية متكاملة، وتدعم سلاسل التوريد، وإنتاج الطاقة، علاوة على إيجاد فرص عمل للمصريين بأرقام كبيرة.وأخيرا، فإن القمة حددت مكانة مصر من خلال موقعها الجغرافى، والإستراتيجى، واستقرارها السياسى فى تقرير روابط الصين مع الدول الإفريقية التى لا تقتصر على المجال الاقتصادى فحسب، بل تشمل أبعادًا إستراتيجية مثل الأمن الغذائى، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الحديثة، مما يتيح فرصا متعددة لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية، كما أعادت مصر تأكيد مكانتها على الصعيد الدولى، باعتبارها سوقا تجارية مربحة للاستثمار بما تملكه من بنية أساسية تنافس الاقتصادات العالمية الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى