أطول يوم فى التاريخ
الأثنين 11 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50351
هذا اليوم (14 أكتوبر) الذى اختاره الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك، رحمه الله، بحق ليكون عيدا للقوات الجوية- هو بالنسبة لمصر أطول يوم فى التاريخ العسكرى المصرى، فقد حدثت فيه غارة جوية إسرائيلية بنحو 120 طائرة أرادت أن تعيد مصر لنكسة 1967، وتطيح بنصر أكتوبر، والعبور الفذ، والتاريخى للقناة.
إن معركة المنصورة، إذا شئنا الدقة، هى معركة الدلتا المصرية كلها، فقد كان هدف إسرائيل إعادة ضرب سلاح الجو المصرى، وإخراجه من المعركة، ومن المعروف أن إسرائيل لا تحارب إلا بالسلاح الجوى، فهو رمز تفوقها الذى تدمر به القوات، والمدن، وتضرب الجيوش، والمنشآت، والمعسكرات قبل أن يتحرك جنودها على أرض المعركة، فقد فعلت ذلك فى 1967، وتفعله الآن فى غزة ولبنان، لكن عندما تتفوق مصر فى سلاح الجو يجب أن يدرك الجميع أننا سنهزم العدو فى مقتل، لأن هذا السلاح هو رمز قوته، بل يعبر من خلاله عن قدرته، وقد استطاعت مصر بناء قوة جوية غطت العبور، وفتحت الضربة الجوية الأولى طريق النصر للقوات المسلحة، واستطاعت بناء دفاع جوى جيد، ومنع التغول، والتوغل الجوى الإسرائيلى على قواتنا، فقد غطى دفاعنا الجوى القناة بصواريخه التى منعت الطيران الإسرائيلى ونحن ندمر خط بارليف من العدوان على الدلتا، والمدنيين قبل العسكريين.
أعتقد أن احتفالنا بمعركة المنصورة هو تقدير لمقاتلينا الطيارين الأبطال العظام، الذين حافظوا على النصر لجيشهم من خلال عبقرية التخطيط العسكرى الفذ، والمتابعة الدقيقة للقيادة التى يمثلها الرئيس الراحل حسنى مبارك، قائد القوات الجوية فى ذلك الوقت، كما أن استمرار معركة جوية قوية لمدة 53 دقيقة يُعد إعجازا للمعارك الجوية التى لا تستغرق سوى بضع دقائق، فقد أخافت كفاءة طيارينا البواسل إسرائيل، وأشعرتها بأن عدد طائراتنا كبير، رغم قلة عددها مقارنة بموجات الهجوم المتتالية (3 أسراب إسرائيلية، و120 طائرة)، وقد سقط يومها نحو 10% من سلاح الجو الإسرائيلى، وتصنف هذه المعركة الباسلة من أكبر المعارك الجوية فى العالم، ولذلك يجب إعادة دراسة مراكز، ونقاط القوة فى حرب أكتوبر، وحفظ الحقوق التاريخية لقادتنا العظام، والطيارين البواسل، وجنودنا الأبطال.. وكل عام مصر فى نصر وازدهار.
