السادات والسيسى وإعادة اكتشاف مصر

الأربعاء 13 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50353
كل يوم يمر فى «أكتوبر» ملهم بحق للمصريين، فهو شهر «النصر» الذى تغيرت فيه منذ 51 عاما مقاييس، ومعادلات خطيرة، ليس لبلدنا وحده، ولكن لكل منطقة الشرق الأوسط.
لقد لخص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جملة بليغة، وهو يفتتح محطة مصر الجديدة فى بشتيل، الكثير من رؤانا حول النصر، وشهره، وبطله، حيث وصف الرئيس أنور السادات بـ»القائد الذى هزم كل خصومه حتى وهو غير موجود»، فقد انتصر فى أكتوبر، ورحل فى أكتوبر، وحفر تاريخنا الحديث بين العبور والسلام، فالسادات هو صاحب قرار العبور الذى فتح الطريق أمام قواتنا لإعادة سيناء والقناة، وإزالة آثار عدوان 1967 بجسارة العسكرية المصرية، وإرادة المصريين الصلبة، ففى تلك المعركة الفريدة فى تاريخ المصريين، وفى قلبها العسكرية المصرية، لم نسترد الأرض فحسب ولكن عادت لنا الكرامة، وانتصرت مصر (بعبورها) على الخوف، والتعجيز، ودعاية الجهلاء، والسفهاء، وانتصرنا بقرارات السلام على حمقى القرارات، بل دفعنا أثمان كل شيء (جيشا وشعبا) لتحقيق المعجزة التى سوف نظل نفخر بها، حيث عرفنا معنى النجاح فى الحروب، ليس فقط فى المعارك العسكرية، بل فيما ينجز على الأرض فى السياسة، وما يتبقى منها من أثر يعيش بين الناس، ويغير حياتهم، ومستقبلهم، وهذا هو ما نشعر به الآن مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحافظ على الوطن بقراراته الشجاعة، والتى تسبق زمنها، وسوف تقف أمامها الأجيال القادمة بإعجاب وفخر بما يتحقق يوميا فى بلدنا، فهو يبنى البلد بجسارة، واقتدار، وسرعة يحسدنا عليها العالم، بل إنه يجعلنا من الأمم التى تتسارع من أجل البناء، وتعيد المعادلات، واكتساب القوة، والمنعة فى كل إقليمها، وفى العالم، ولذلك أرى أن مصر التى اكتشفت نفسها منذ نصف قرن، تعيد الآن اكتشاف نفسها من جديد مع الرئيس السيسى بالمحافظة على هويتها، ووطنها، والسير فى معركة طويلة، ودقيقة، وتجاوز الصعاب، والأزمات الاقتصادية والسياسية فى منطقة مضطربة تعيش حروبا عصيبة، وفوضى قاسية.
وختاما، وفى لفتة إنسانية، لقد كان الرئيس السيسى عظيما، وبديعا فى تكريم أبطال حرب أكتوبر، فى رسالة لاعتراف الوطن بعطائهم لوطنهم، وللأجيال القادمة أن مصر لا تنسى عطاء أبنائها، ومشاركة أسرهم هذا التكريم.
