2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصر والسعودية.. والعصر العربى!

السبت 16 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50356
عندما نؤرخ لأوضاع منطقتنا العربية فإننا سنأخذ زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، للقاهرة، الثلاثاء الماضى- كمحطة مهمة، والقمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى خطوة جوهرية، وإستراتيجية فى بناء العصر العربى الذى نطمح إليه.

لقد شعر المصريون بأهمية هذه الزيارة الإستراتيجية، فهى ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ولكنها محطة جوهرية للمستقبل، حيث الشراكة، والتوافق الإستراتيجى، وقوة العلاقات الاقتصادية- أصبحت مؤسسية، فهناك مجلس أعلى يحكمها، ويرصد مسارها، ويدفع بقوتها التنفيذية على الأرض، لأنهم يبنون، ويخططون لمستقبل الإقليم الذى نعيش فيه بروح العصر المتجدد، وهذا هو السيناريو الذى نتوقعه لهزيمة الحرائق المشتعلة، والحروب التى تجرى فى أراضينا، وليس بفعل أيدينا، ولكن بتدخلات، ومصالح غريبة عن المنطقة العربية وشعوبها، ويدفع ثمنها الدم العربى المُراق، سواء فى غزة، أو بقية الأراضى الفلسطينية، ثم فى لبنان، ويمتد إلى سوريا واليمن.

أعتقد أن القمة كانت ردا بليغا لمن يتباهى بأنه يستطيع الضرب فى أى وكل مكان، وأنه يصنع شرق أوسط جديد (نيتانياهو)، وإذا كان الأمريكيون مشغولين بانتخاباتهم فإن الأوروبيين يجب أن يعرفوا من يضرب الاستقرار فى الشرق الأوسط فى مقتل، ومن الذى يؤثر على مسارات الحروب، ومن يصنع الكراهية والعدوان بين الشعوب، كما كانت القمة المصرية- السعودية رسالة إلى أن هناك من يمسك بمفاتيح الحل، وسيتحرك، ولن يترك المنطقة وشعوبها العربية ينحدرون نحو الهاوية، لأن العصر العربى يبنى، ويستمر، ويلاحق الأحداث، فقد فرضت الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وقائع جديدة، لكنها كشفت عن أنه لن يُترك قرار الحرب والسلام فى أيدى المتطرفين، وأن الخلاص سيكون فى يد الدولة، وإعادة بنائها، وتقوية جيوشها، وبنيتها الاقتصادية. وأخيرا، فإن قمة مصر والسعودية، والتوافق السياسى، والاقتصادى رسالة مهمة قبل القمة التى عُقدت فى بروكسل بين القادة الخليجيين والأوروبيين، ورسالة أخرى إلى الإدارة الأمريكية الحالية، أو القادمة، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، أن الإدارات تتغير، ولكن الإستراتيجيات، بل التصارع الدولى مستمر، وأن الحروب نقلت منطقتنا نقلة إستراتيجية جديدة سنواجهها سواء مع ترامب أو هاريس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى