2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

معركة «يوم القيامة»!

الأربعاء 6 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50346
أصبح واضحا الآن أن الإرث الحزين لمنطقتنا يتكرر، فبعد مرور عام على عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية، واستغلال الاحتلال الإسرائيلى لها بشن أعنف عدوان على أهلنا فى غزة إلى وقتنا هذا، وامتداده إلى الأشقاء فى لبنان- ها هو بنيامين نيتانياهو يطل علينا من جديد ليخبرنا باستمرار المعركة، وتغيير مسماها إلى «يوم القيامة»، بدلا من «السيوف الحديدية»، لتعكس هدفه للمنطقة، وإسرائيل.

إن معركة «يوم القيامة»، كما سماها نيتانياهو، بدأت فى لبنان هناك بعد سلسلة الانفجارات التى ضربت جنوب لبنان (مقر حزب الله)، عندما خطط «الموساد»، ودفع «حزب الله» الأموال مقابل شراء القنابل الصغيرة المسماة «البيجر»، التى اصطادت مقاتلى الحزب كـ»العصافير» فى أيديهم، وأعينهم (آلاف الجنود التابعين لحزب الله أصبحوا خارج الخدمة لإصابتهم فى الأعين والأيدى)، حيث تحولت هذه الأجهزة من أجهزة نداء إلى قنابل فى أعين الأفراد فى سوريا ولبنان الذين كانوا يسيرون وراء رسالة بالضغط على زرين، فمزقت الانفجارات الأيدى، وفجرت الأصابع، ولم تكتفِ معركة أو حرب «يوم القيامة» بذلك، بل امتدت فقصفت مقر الحزب، وترسانته، ومراكزه اللوجستية بقنابل تزن 2000 رطل.

أعتقد أن انفجارات 27 سبتمبر التى أوقعت أمين حزب الله داخل مركز قيادته مدفونا على عمق كبير حملت إشارة لمستقبل بيروت ولبنان (أكبر عمليات نفذتها وحدة النخبة السيبرانية، حيث تعقبت القادة واحدا وراء الآخر)، وبعد مرور عام أصبح الشرق الأوسط مختلفا، والفشل الأمريكى يتعاظم، حيث فشلت إدارة بايدن بشكل مذهل فى وقف نيتانياهو، وكذلك رحلات مبعوثيه (وزير خارجيته بلينكن) كانت عاجزة تماما ( 12 رحلة) على كل المستويات، حيث لم توقف شيئا، واقتصاد المنطقة يترنح، فبعد عام الكل يعانى بمستويات متعددة، ويبدو أمامنا أن يحيى السنوار، قائد حماس، يفضل الاستشهاد، لأنه ليس لديه حسابات أخرى، أما نيتانياهو فحساباته، أو بوصلته، مرتبطة بتبعاته السياسية، وختاما، فإن الإرث الحزين يطالب الكل بالتدخل لإنقاذ المنطقة من حرب مدمرة ستؤثر على المدنيين، ويجب على كل الأطراف فى منطقتنا قراءة الموقف بدقة، ومعرفة المشهد الإقليمى، والعالمى، وعمل «جردة» حساب حقيقية، وليست متوهمة لعام الحرب، ومستقبل المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى