برى فى خطاب نعيم قاسم!

الخميس 7 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50347
إنقاذ لبنان كان ضرورة منذ فترة طويلة، أو سنوات، حيث تُرك للسياسيين فـ«تاه» وسط بحيرة المشكلات السياسية، والاقتصادية، والتدخلات الخارجية، ولسيطرة «حزب الله» على مقاليد الأمور فى لبنان سنوات طويلة تم تغييب التيارات والطوائف الأخرى المكونة للمجتمع اللبنانى، وفى مقدمتها «السُنة»، بعد مقتل زعيمهم رئيس الوزراء رفيق الحريرى عام 2005، واستبعاد خليفته سعد الحريرى من المعادلة السياسية، وتهميش الموارنة، أو المسيحيين، الذى وصل ذروته، أو قمته، بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ عامين، عقب انتهاء مدة الرئيس السابق ميشال عون الذى لم يستطع أن يحكم لبنان إلا عبر الخضوع لحزب الله، والطوائف الأخرى متجمدة جزئيا، والاقتصاد يهوى، ومستوى المعيشة يتراجع لدى كل الطوائف، وهذا الواقع المرير كانت تعيشه لبنان قبل الحرب الإسرائيلية المعلنة الآن، أو منذ عام بين حزب الله والاحتلال، والتى لم تصل ذروتها بعد، والحرب كرب، والخوف على لبنان كبير، ليس على الشيعة وحدهم، ولكن على كل اللبنانيين.لقد استوقفنى خطاب الشيخ نعيم قاسم، الشخصية المباشرة، أو الأولى لحزب الله، والذى ألقاه بمناسبة مرور عام على الحرب، ورحيل أمينه العام، وجاهزية الحزب، تحديدا، للمواجهة، ورغم أننى أعرف أنه فى أوقات الشدة، والتغيرات الجسيمة، أن التغيرات فى الأحزاب الأيديولوجية (العقائدية) لا تأتى سريعا، أو مباشرة، فإن خطاب الشيخ قاسم كان واضحا فى أن الرجل، وحزبه يبحثون عن مخرج مناسب للأوضاع المتأزمة فى الحزب، وفى لبنان، وأن تعبيراته، خاصة عند الحديث عن نبيه برى، كانت دقيقة، حيث وصفه بـ«الرجل الأول» لدى الشيعة عنده، وأيام حسن نصر الله، ومعنى ذلك أن الرجل يتجه بحزبه إلى حُضن الدولة اللبنانية، والشرعية السياسية لها، كما تكلم عن أن حرب المساندة ليست للنفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط، ولكن بحثا عن الحل الفلسطينى المستحق لتقرير المصير، والدولة، وهذه الأجزاء، التى طرحها نعيم قاسم تعنى أن الحزب اللبنانى يبحث عن الحل، ووقف إطلاق النار وليس الحرب. أتمنى وأتطلع من الدول العربية المؤثرة، والمجتمع الدولى، والأمريكيين، والأوروبيين أن يلتقطوا الخيط من خطاب «حزب الله» الجديد، من أجل سلام المنطقة، وإنقاذ بيروت، ولبنان من تكرار مصير غزة، وأن تتوقف هذه الحرب الملعونة.
