2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المحلية.. قمة العالمية!

الأحد 8 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50378
«كل شىء يبدأ محليا» نظرية طبقها نجيب محفوظ، أديبنا العالمى، فى كل رواياته، وأعماله الأدبية، وبها وصل إلى «نوبل»، ولم يكن الأدب الذى بدأ محليا ولكن شعار منتدى، ومؤتمر المدن الحضرى، والحدث العالمى الذى استضافته القاهرة، كان يحمل هذا المضمون، فما قدمته مصر فى عالم المدن أصبح عالميا، وجاء إليها العالم كله ليشهد تجربتها الفريدة، والرائدة فى التحول إلى المدن الذكية، فمصر أكبر بلد فى العالم تنشئ مدنا عصرية من الأجيال المتقدمة فى فترة وجيزة (عِقد من الزمان)، حيث ظهرت على خريطتها عاصمة جديدة فى الصحراء (العاصمة الإدارية)، ومدينة عالمية تلتف حول الساحل الشمالى، وقراه، والبحر المتوسط (العلمين)، لتضعها على خريطة العالمية كموئل لاستقطاب الدنيا حولها، علاوة على 32 مدينة فى الدلتا، وعلى البحر والنهر، وانتقال المصريين المدوى من النهر إلى البحر. وفى خِضم هذه الذروة العمرانية، والتطور الحضرى، فقد استضافت القاهرة الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضرى (المؤتمر الرئيسى للأمم المتحدة الذى يقام كل عامين، وقد أعادته مصر إلى إفريقيا بعد نحو 20 عاما على انطلاقه الأول، مثلما استضافت أهم حدث عالمى أممى كوب ــ 27 فى شرم الشيخ)، ويعالج هذا المؤتمر قضية التحضر العالمى، بوصفها أكثر القضايا إلحاحا، حيث قدمت مصر نموذجا يُحتذى وسط التحديات العالمية التى واجهها النظام العالمى متعدد الأطراف، وهى تحديات غير مسبوقة، وكانت مصر قادرة على أن تقدم فرصة فريدة لتجديد النظام العالمى، والاتفاق على ميثاق للمستقبل (يكفينا تجربتنا غير المسبوقة فى التنمية، ومدننا الجديدة، وقد تخلصنا من العشوائيات، ونصبو للتعاون العالمى، ونقدم لإفريقيا نماذج لإدارة المياه، وإقامة السدود لخدمة الجميع، وليس لخلق أزمات عالمية).وأخيرا، فإن من تابع هذا المؤتمر العالمى، الذى استمر انعقاده خمسة أيام فى القاهرة، سوف يجد أنه كان نقطة ضوء لحل القضايا الملحة، ونموذجا لتوفير مسكن لكل إنسان، وكيف نجعل الحياة فى المدن مريحة، خاصة أن 50% من سكان العالم يعيشون فى المدن واحتياجاتهم مكلفة، وتحتاج لعلوم متعددة، وحلول عاجلة، وقد كانت مصر نموذجا للدول الإفريقية، وقد قدم الحدث العالمى الذى استضافته مصر للعالم أجندات، وحلولا جديدة، ومبتكرة تجعلنا فخورين ببلدنا، وما يجرى على أرضنا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى