2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

نيتانياهو والمحاكمة.. ومكر التاريخ!

الأحد 29 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50399
هل يستطيع بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن يهرب من مكر التاريخ كما يحاول أن يهرب من قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتباره «مجرم حرب دوليا فى جرائم غزة ولبنان»، ومطالب بضبطه وإحضاره مثل مجرمين كثيرين، أهمهم سلوبودان ميلوسوفيتش الذى حُوكم وأُدين فى جرائم البوسنة والهرسك، ومثلما استطاع أن يهرب من المحاكمات الداخلية التى تواجهه فى إسرائيل، هل يتصور أنه عندما يهرب من هذه المحاكمات بالاتفاق الذى أبرمه فى عام 2020 مع المدعى العام أفيخاى ماندلبليت الذى استطاع بناء عليه إدارة مهامه كرئيس وزراء وهو متهم فى عدة قضايا جنائية، تأجلت بعد انتخابه، ثم مع دخول المنطقة وإسرائيل حالة الحروب المستمرة منذ أكثر من عام على جبهات متعددة؟!. لقد تحركت فجأة فى إسرائيل المحاكمة الداخلية، حيث رفضت جالى ياهاراف ميارا، المدعية العامة الحالية، تأجيل مثول نيتانياهو أمام القضاء فى عدة قضايا بتهم الرشوة، والفساد، وخرق الثقة، بل إنها طالبت بمراجعة الاتفاق الخاص بتضارب المصالح لأن نيتانياهو من جانبها لا يصلح لإدارة شئون الحرب فى إسرائيل، وأنه بصفته المسئول عن مصير الجنود الإسرائيليين، وحياة الرهائن، فإنه يُسَيِّر أمور الحرب بناء على مصالحه الشخصية، وقضاياه، واتهاماته العديدة، وأن بلادها مطالبة بمراعاة العدالة، وأشارت المدعية الاسرائيلية إلى أنها ستبدأ بالاستماع لنيتانياهو غدا ــ الثانى من ديسمبر الحالى ــ بل إن مصلحة إسرائيل هى إنهاء المحاكمات بشكل عاجل. أعتقد أن هذه السيدة تفهم فى القانون أكثر من السياسة، وتريد إنقاذ نيتانياهو عبر محاكمته فى إسرائيل مثل وزارة الخارجية الفرنسية التى حاولت تمييع قرار المحكمة الجنائية الدولية باستخدام السياسة وليس القانون بإذاعتها يوم الأربعاء الماضى، قبل اتفاق الهدنة مع لبنان، أن نيتانياهو يتمتع بالحصانة، لأن بلاده ليست طرفا فى المحكمة الجنائية التى تسعى لاعتقاله، وأن باريس ستواصل العمل معه بشكل وثيق، وهو الموقف الذى رفضته المنظمات الحقوقية، ونددت به، وأخيرا، فإن ملاحقة نيتانياهو قانونيا كمجرم حرب، بدأت ولن تتوقف دوليا، أو حتى داخل دولة الاحتلال، ولن يصبح نيتانياهو بطلا قوميا فى إسرائيل، كما توقع، بالهروب، والحروب، والإبادات الجماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى