2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

سقوط حلب.. ونداء للسوريين والعالم!

الأثنين 30 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50400
هزنا، وأرعبنا سقوط حلب فى أيدى الفصائل المسلحة التى استعدت كاملا، بل تحصنت فى ريف حلب، تحت أعين الحكومة المركزية، قبل دخولها المدينة، التى كانت ترى قرية تلو الأخرى تسقط يوميا فى أيدى هذه الفصائل، حتى بلغ عددها أكثر من 60 قرية، تحت قيادة قائدهم الجديد «الجولانى» الذى أصبح رقما عسكريا فى سوريا، ليس لاحتلاله حلب الشهباء، العاصمة السورية الثانية، ولكن لاستطاعته تجميع فصائل مسلحة تستطيع أن تقوم بهذا العمل الكبير، وكل من تابع ذلك يقول إنهم قادرون عليه، حتى لو لم يقوموا بالتنسيق مع إحدى القوى الإقليمية.

إن خريطة سوريا منذ عقدين وهى مفتوحة، فهناك الغرب الأمريكى، والشرق الإيرانى، وشمال الشمال الروسى، ومساحات كبرى واقعة فى قبضة الجماعات الكردية، وكل العالم موجود فى سوريا الشقيقة، وكل من يعرف حلب يده ترتعش، وعقله يرتجف، وهو يرى اتساع رقعة الجماعات المسلحة المحيطة بها، والمتربصة بأهلها، والمدينة التى ترنو إلى الحياة، والاستقرار.

لقد أصبح عدد اللاجئين من سوريا فى عقدين يتفوق على أعداد اللاجئين من الفلسطينيين منذ 8 عقود، واحتلال بلادهم صورة عميقة الأسف للضمير الإنسانى، ولنا، ولكل العالم، فلاجئوهم فى الغرب والشرق لا يحصون، والعالم ونحن نرى الشتاء القارس يدخل على حلب، وأهلها لا يعرفون مصيرهم مع الجنود الجدد، وحياتهم مهددة، بل هم محاصرون، لا يمكنهم التحرك، فكل المناطق حولهم تحت حصار الحرب (لبنان وإسرائيل نموذجا).

أعتقد أن اختلال الموازين بعد حرب لبنان الأخيرة، وهدنتها الصعبة، جعل تحرك الميليشيات سهلا، ولذلك ندعو من كل قلوبنا الرئيس بشار الأسد أن يتحرك، ليس عسكريا، أو زيارات إلى موسكو لحشد قوات، أو سلاح جديد، بل يتحرك بحكم فترة الحكم الطويلة له فى سوريا ليتخلص من كل الجماعات المحيطة التى تشجع الحرب الطائفية بين العلويين، والسنة..وغيرهما، حيث تم تفريغ المؤسسات السورية من مضمونها الوطنى، وأخيرا، من يستطيع أن يساعد السوريين ويتأخر سوف يحاسبه التاريخ حسابا عسيرا، فالتسابق لوقف الحروب ليس مهمة إنسانية فقط، بل ضرورة حياة لمنطقتنا كلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى