سوريا.. لن تكون وحدها!

الأثنين 14 من جمادي الآخرة 1446 هــ
العدد 50414
«لن نترك سوريا وحدها» رسالة ناطقة فى اجتماع القمة الأردنى العربى العالمى حول سوريا، فقد كانت السرعة إلى عقد مؤتمر عربى- دولى فى اليوم الأول للتحولات الكبرى فى سوريا بحضور شامل للعرب، والأمريكيين، والأتراك، والاتحاد الأوروبى، أو القوى المؤثرة، والمتأثرة بأحداث سوريا، وتطوراتها, رسالة مهمة فى وقت دقيق لكل السوريين، والعالم، والمنطقة.
إن أهمية سوريا يعرفها العالم، والعرب، فلن يسيطر على سوريا إلا السوريون، والإسناد العربى، والإقليمى، والدولى كان واضحا: «يجب ألا تظل سوريا معزولة، أو معاقبة، فهذا يؤثر على الشعب والدولة»، كما أن الدول العربية المؤثرة، والمتأثرة أرسلت الرسالة للجميع «نحن نريد دولة سوريا واحدة لجميع أبنائها، بعملية سياسية انتقالية للجميع، وألا يتكرر ما حدث بعد سقوط صدام حسين فى العراق وحرب الأمريكيين هناك، عندما تركت العراق لنفوذ الميليشيات الطائفية المدعومة إقليميا للسيطرة عليه»، فلن يسمح العرب بسيطرة إسرائيل، أو أى قوة إقليمية أخرى على سوريا.
وقد كنا نسمع وزير خارجية العراق، ونتفهم ما يقول الدكتور فؤاد حسين: «لا نريد أن تكون هناك ليبيا جديدة فى الشام»، ونقول معه «كما أننا لا نريد أن تستمر ليبيا على حالها»، وقطعا الليبيون سوف يغيرون حال بلدهم، ويحافظون على وحدته، كما نتطلع أن يفعل السوريون فى بلدهم كذلك.
أعتقد أن هذا الاجتماع العربى، والدولى كان ناجحا للغاية، فقد جاء ردا على الانتهازية الإسرائيلية التى ألغت اتفاقية فك الاشتباك 1974 من جانب واحد، وتضرب فى سوريا كل يوم، مع أن التاريخ سوف يعلمها ألا تتجاوز كل الحقائق، وأن العدوان لا يستمر، ولا يدوم، ويؤثر فى المعتدى أكثر من المعتدى عليه، وأنها مثلما كرست العدوان فى غزة ولبنان تُكرر عدوانها المقيت على سوريا، وأن هذا العدوان هو عدوان على المنطقة ككل، وسيعمق أزمة إسرائيل فى داخلها، وفى المنطقة العربية التى تعيش فيها. وأخيرا، فإن سرعة تحرك العرب لحماية سوريا جعلت القوى الإقليمية، والعالمية تحضر إلى الأردن، فقد شهدنا وزير خارجية تركيا، ووزير خارجية أمريكا، والاتحاد الأوروبى، وممثل الأمم المتحدة، الذين أدركوا أهمية اللحظة التاريخية لسوريا، وأنها يجب أن تتحول إلى منجز تاريخى حال التوافق العربى، والإقليمى، والعالمى.
