2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

قمة ذات طبيعة خاصة

الخميس 17 من جمادي الآخرة 1446 هــ
العدد 50417
من عادة مصر الراهنة فى لحظات الصعوبات الدقيقة، والخطر أن تكون دبلوماسيتها الثنائية، أو متعددة الأطراف قوية، ومؤثرة، ومباشرة، لتكون رسالة للعالم، وتنبيها للمخاطر، والمنطقة، ولتخفف من حدة التوتر، وتنقل حكمتها، ورؤيتها الناضجة بكل شجاعة، ووضوح للجميع لتضع الكل أمام مسئولياته الراهنة، والمستقبلية. سيتوقف الكثيرون أمام القمة التى تُعقد (اليوم) فى عاصمتنا الإدارية، أو القاهرة، وقد جاء إليها أهم زعماء، وقادة الدول الإسلامية، أو النامية، المؤثرة، والمتأثرة بقضايا الشرق الأوسط، والعالم، ويكفى أن نشير إلى أن الرئيسين التركى والإيرانى من بين الحضور، حيث تتداخل الدولتان فى عالمنا العربى الواسع، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فإيران لها حزام من الجماعات التى تُعرف بـ«المقاومة» تتأثر، وتؤثر فيه إيران (حزب الله فى لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، بل فى غزة)، كما أن تركيا موجودة بقوة، والتطور الأخير فى سوريا ليس بعيدا عن ذلك الوجود المؤثر فى هذا القُطر العربى الخالص الذى يتطلع إلى تقرير مصيره، واستقراره بعد معاناة، وتهجير واسع أثر على كل السوريين، وأعتقد أن حضور الرئيسين التركى، والإيرانى إلى القاهرة فى هذا الوقت الدقيق، والحساس مهم، فى قمة نوعية ذات طبيعة خاصة (مجموعة 8- D)، وهى مجموعة ناشئة تهدف إلى التعاون الاقتصادى، والتنموى بين الدول الأعضاء (مصر، وتركيا، وباكستان، وإيران، ونيجيريا، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا)، كما تهدف إلى تعزيز التجارة، والاستثمارات، ووضع إستراتيجيات مشتركة للمستقبل، مما يخلق واقعا إستراتيجيا جديدا يتم من خلاله تقديم نموذج للتعاون بين الدول، فى إطار يركز على التنمية، وليس السياسة فقط.

وأخيرا، فإن مصر بحكمتها السياسية، ورؤية قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى عودتنا على المبادرات السياسية الخلاقة، وغير التقليدية، التى تربط بين التاريخ العريض، والدور القيادى فى تقديم المبادرات الإقليمية، والإسلامية الناجحة، ولا شك فى أن الدولتين المهمتين فى الشرق الأوسط (تركيا، وإيران) يغيران الكثير من سياستهما، وإستراتيجياتهما المستقبلية فى المنطقة، ويحتاجان، أكثر من أى وقت مضى، لحكمة مصر، وأن يسمعا لخبراتها فى إعادة تموضعهما فى مشكلاتنا العربية، خاصة وقد احتدمت الأوضاع فى العديد من دول المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى