حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الحوثيون وحروبهم وفلسطين!

فى عموده الذى فى غاية الأهمية (هوامش حرة)، أمس الأول، أمسك الشاعر الرقيق، والصحفى المدقق (فاروق جويدة) بخيط مهم، حيث كتب مقالا بعنوان «إيران وفلسطين» شرح فيه أن فى حرب غزة أصبحت إيران صاحبة الدور الأول، واستطاعت أن تكون متحدثا باسم الشعب الفلسطينى، وأنها تسوى خلافاتها مع أمريكا على حساب قضية العرب الأولى من خلال تحريك أصابعها فى المنطقة، سواء فى غزة (حماس)، أو فى اليمن (الحوثيين)، أو فى لبنان، وسوريا، والعراق، ولا ننكر ذلك، فهذه حقيقة، لكن هناك حقيقة أخرى أرجو ألا نتغافلها لأهميتها فى مستقبل قضية العرب أن صاحبة الدور الأصدق، والأدق لحماية الفلسطينيين هى مصر والأردن، ولهذا كانت القمم المتتابعة مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التى لها دور فاعل على الصعيد الفلسطينى، رغم ضعفها، وقلة حيلتها فى هذه المعادلة، ويرجع ذلك لأن إسرائيل وأمريكا كانتا وراء إضعاف الفلسطينيين، وهزيمة أوسلو، كما قتلتا فى إسرائيل رابين (صاحب السلام)، وهمشتا السلطة، وأعطتا إيران، وبعض الدول العربية فرصا كبيرة لتقوية حماس، وزيادة الانشقاق الفلسطينى بين غزة والضفة، والذى كان نموذجيا لضرب إسرائيل قضية فلسطين.

لقد كانت حرب غزة اختبارا حقيقيا لكل القوى على المسرح الإقليمى، والعربى.. من هو مع فلسطين كدولة حقا وصدقا، ومن يلعب لمصالح إستراتيجية أخرى بعيدة عن المصلحة الكبرى كإسرائيل، ودول أخرى شريكة لنا فى الإقليم، وعندما لوحت أمريكا بالجد الذى نعرفه جيدا، وأنها مستعدة لدخول الحرب لمصلحة إسرائيل بعد أحداث غزة فإن كل القوى الإقليمية التى تستفيد من القضية الفلسطينية أعلنت أنها غير مستعدة لذلك، بل تهربت تماما من أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ التى دفعت غزة ثمنها وحدها، كما أن هدم غزة، وتهجير سكانها لن يدفع ثمنه إلا جيران فلسطين، ولهذا أعتقد أن هجمات الحوثيين فى هذه الحرب لم تكن لمصلحة فلسطين، أو قضيتها، بل لمصلحة قوى إقليمية أخرى كانت وراء انشقاقات فى اليمن، وكانت سببا للحرب الأهلية التى قتلت الأطفال، والنساء فيها، ولهذا فإن صواريخ الحوثى لم تؤذ إسرائيل على الإطلاق، بل أضرت بالممر الملاحى والنقل البحرى.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى