حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الحرب على الحوثيين

لقد كانت حرب أمريكا، وبريطانيا، وحلفائهما على الحوثيين نوعية، وبارزة، وأعتقد أن الصين أكبر المستفيدين منها، بل أكبر الموافقين عليها، لأن تجارتها بين آسيا، وأوروبا اضطربت، وتحملت تكلفة كبيرة للدوران حول رأس الرجاء الصالح بسبب عملية «قرصان البحر» الحوثية التى أضرت بالبحر الأحمر نفسه، وفتحت جبهات أخرى، وقلاقل، لعل أهمها التدخل الإثيوبى فى الصومال. إن الصواريخ الحوثية أعطت لأمريكا صكا لضرب اليمن الشقيق، رغم أن هذه الصواريخ لم تُطلق بقرار من الشعب، أو حكومته، ومن هنا فإن الضربات الأمريكية- البريطانية ليست تهديدا لليمن وحده، بل لكل دولة إقليمية، أو عربية سوف تحاول التدخل فى الصراع الراهن فى غزة، ولهذا سارعت إيران عبر وكلائها، بل عبر كل المندوبين الذين قابلوا المبعوث الأمريكى فى لبنان، بتقديم كامل التعهدات بأنها لن تتدخل فى الصراع، أو الحرب الإسرائيلية على غزة عبر جبهتى سوريا، ولبنان، كما أن سوريا سارعت بعد حرب الحوثيين فى اليمن إلى إغلاق مكاتبهم فى دمشق، والتبرؤ منهم، وسارعت بوضوح لتقول إن جبهة دمشق لن تدخل الحرب مع الحوثيين فى اليمن، ومع الفلسطينيين فى غزة. أعتقد أن تنقية قضية فلسطين من المصالح الإستراتيجية الإقليمية، والتفرغ لمساعدة الشعب الفلسطينى وحده، وليس خدمة قضايا مختلفة أخرى- هى قمة المساعدة للفلسطينيين، لأننا نعرف أن فلسطين هى القضية الحيوية والمحورية الأولى للعرب، وأن الغرب كله بشقيه الأمريكى والأوروبى، والصين، وروسيا، والهند، بل كل القوى على المسرح العالمى عند الحرب، أو الجد- كلها تقف مع إسرائيل ضد الشعب الشقيق المضطهد، والمظلوم، ولهذا فإن قضية فلسطين تحتاج إلى الشفافية الكاملة، والتجرد من كل المصالح الضيقة، لدعمها، وكفى الفلسطينيين تشريدا، وظلما لمدة قرن من الزمان، ولا نريد أن نظلمهم قرنا آخر يعيشه شبابنا، وأطفالنا، ونساؤنا، وشيوخنا وهم يصرخون فى غزة والضفة، والعالم له اهتمامات أخرى يكفى أن نذكر منها أن الممر الملاحى فى البحر الأحمر كان مهما لأمريكا والغرب أكثر من ضحايا غزة، وأطفالها، وتركوا لنا المحكمة الدولية فقط لكى نحلم ولا نفقد الأمل.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى