الوزير.. والنواب!
أزعجتنى طريقة استجواب الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، فى الجلسة البرلمانية الأخيرة، وتحميله وحده ارتفاع الأسعار فى الأسواق. صحيح أن النواب يريدون من هذا الاستجواب الوصول إلى أسباب ارتفاع الأسعار، وهم محقون فى هدفهم النبيل، والأسمى، إلا أن الهجوم على الدكتور على المصيلحى كان قاسيا، لأنه وزير مخضرم، وله دور فى حكومات مصر المتعددة، والمتعاقبة، وهذا الدور يجب ألا ننساه، فهو كان وراء إصلاح البطاقات التموينية، والنظام الجديد لرغيف العيش، وأعتقد أن وزير التموين لا يُسأل وحده عن ارتفاع الأسعار، فيجب سؤال كل من له صلة بهذه الارتفاعات المتتالية، والمجنونة، سواء أفرادا أو مؤسسات.
إن ارتفاع الأسعار لم يستثنِ سلعة، فقد طال كل شىء، لكن يجب ألا نغفل، أو نتناسى أن هذه الارتفاعات ليست مقصورة على بلدنا فقط، فالُسعار فى الأسعار عالمى لأسباب ليست خافية على أحد، بدءا من وباء «كورونا»، ومرورا بالحرب الروسية- الأوكرانية، وليس انتهاء بحرب الاحتلال الإسرائيلى على أشقائنا فى غزة، وهجمات الحوثيين باليمن على السفن الإسرائيلية فى البحر الأحمر بسبب استمرار الاحتلال فى حصار القطاع، وتجويعه، وقيامه بالعديد من المجازر التى يندى لها الجبين، وتسببه فى استشهاد، وإصابة، وتشريد آلاف الفلسطينيين، ورد تحالف «الازدهار، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وحلفائهما بضربات على مواقع الحوثيين.
نحن على أبواب حكومة جديدة، واختيارات متنوعة نرجو أن تكون مصحوبة ببرنامج حكومى يقدم مقترحات لزيادة الإنتاج المحلى، والبعد عن الاستيراد، وإصلاح منظومة سعر صرف الجنيه، وتوحيدها.. مرحلة جديدة فيها وزراء جدد، ومحافظون مختلفون يقدمون صورة مختلفة للمرحلة المقبلة التى نتطلع فيها إلى الاستعانة بشخصيات ذات خبرة عميقة فى تخصصاتها.. لا نريد الاعتماد على القادمين الجدد من المجهول الذين لا نعرفهم، فيزداد شعور الشارع بالاغتراب معهم بغياب سياسات مختلفة للحلول، والتى تكون بداية لإصلاح الأحوال الداخلية فى ظل الأزمات الإقليمية، والعالمية المتشابكة التى أثرت على الدول، وعلى حياة الإنسان العادى فيها.
