حسن عبدالله.. مرحلة جديدة

يجب أن نشير بالبنان إلى التقاليد المصرفية المصرية العريقة، التى تعاملت بها الدولة (رئيسا وحكومة) مع استقالة طارق عامر، محافظ البنك المركزى، قبل انتهاء مدته الثانية، والأخيرة، أو فى عامه الأخير من المسئولية، وتعيين حسن عبدالله، محافظا جديدا، باحترافية عالية حافظت على استقلالية المركزى، واستمراريته، والسرعة العالية فى أداء دوره، واستكمال القائم بالأعمال دورة المحافظ، الذى عُين مستشارا لرئيس الجمهورية، أى احتفظت الدولة بدوره، واستمراره معها بالرأى.
المحافظ الجديد، أو القائم بالأعمال، يتمتع بسمعة مصرفية كبيرة، فهو من قلب الجهاز المصرفى المصرى القوى (رئيس تنفيذى لمصارف، أهمها العربى الإفريقى أكبر البنوك الرابحة)، ويتمتع بشبكة علاقات دولية، وإقليمية، وباعتباره رجلا اقتصاديا معروفا يجمع بين العمل الأكاديمى، والتنفيذى، ومصرفيا من الدرجة الأولى، فإن يده كانت فى قلب البنوك، وعينه تدرس أحوال الشركات، كما أنه على دراية بالاستثمار العالمى، والمحلى، بل يعتبرونه من رواد صناعة الخزانة فى إدارة الأصول، والخصوم، كما يجيد مهارة تسعير منتجات البنوك، وتحقيق أفضل عائد عليها، ويعرف الشركات الكبرى محليا، وعالميا، ويجيد التعامل معها باقتدار.. لم يعرف عنه أى تعالٍ فى أساليب العمل، رغم ثقافته الرفيعة، ووزنه الثقيل فى القطاع المصرفى، والأعمال عموما، ولذلك قوبل قرار اختياره محافظا بالترحيب من البنوك، والعاملين، والشركات، والقطاع الخاص، وإحساس بأنها مرحلة جديدة، بل مختلفة فى الأداء، وفى العمل.. هذا هو التكامل فى الأدوار، والاختيارات الدقيقة التى تحمل ملامح السياسات المختلفة، التى ترسل للأسواق إشارات دقيقة لا تُخطئها العين، وتصحح ما قد يُرتكب من أخطاء فى مسيرة أى عمل.
هناك الكثير الذى ينتظر المركزى المصرى.. نريد ضخ أموال فى قطاع الصناعة، والتشغيل، الذى شهد إهمالا فى الفترة الماضية، وتراجعا كبيرا فى التمويلات المخصصة له.. نحتاج مبادرات تضاعف التمويل فى المستقبل، وتدفع معدلات نمو الصناعة لأرقام قياسية. تهنئة للمحافظ الجديد، والقطاع المصرفى، وكل العاملين به.. فالدماء الجديدة تصنع روحا مبتكرة، وخلاقة تدفع بالاقتصاد إلى الأمام.. ومصر تستحق.
