حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

ضحايا الكنيسة فى قلوبنا

لن تهدأ نفوسنا بسهولة حزنا وألما على ضحايا كنيسة أبوسيفين، وستظل قلوبنا، وعقولنا متعلقة هلعا بهم. أعداد كبيرة احترقت (غير المصابين) فى ماس كهربائى (41 شخصا)، أغلبهم أطفال، مما جعلنا نتوجس خيفة من شبح الإرهاب، والتطرف!!. لماذا يرفض عقلى هذا الحادث الأليم؟.. ظللت أبحث وأنا خائف من شبح ما حدث فى مصر منذ سنوات، فلا يوجد أى سبب لوفاة الضحايا جراء الاختناق بهذه السرعة اللافتة!.. هل هناك شىء آخر؟!.. سؤال ألح على ضميرى، لكن عندما تدرك الملابسات، ستعرف فورا أنه كان من الممكن أن يكون الضحايا أكثر لولا لُطف الله، وعنايته، فالمكان ضيق، ودون منافذ للتهوية (يطلقون عليه حضانة الكنيسة).. فى الدور الثالث به تكدس ما بين ٨٠ و ٩٠ طفلا فى هذا الجو الصعب، والوصول إليه للإنقاذ صعب، وهنا كان الاختناق السريع حتميا، مما يجعلنا نتساءل: لماذا لم نتدخل لتغيير تلك الظروف البائسة لهؤلاء الأطفال الذين تم تجميعهم فى هذا المكان الضيق؟!.. فإذا نظرت للكنيسة نفسها لا يمكن أن تميزها وسط كومة المنازل، إلا لو دققت فى اللوحة التى تحمل اسمها، ورفعتَ رأسك إلى أعلى لرؤية الصليب فوق الأسطح!.. ولوعرفت أنها منزل سكنى فى شارع الكيلانى بعزبة مطار إمبابة فى الجيزة غرب القاهرة اشتراه صاحبه، وحوله بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ إلى كنيسة – لأدركت حجم المأساة التى ألمت بهؤلاء الضحايا، ووجهت أصابع الاتهام إلى الإهمال، وعدم المتابعة من أطراف عديدة.. وتساءلت: لماذا لم يتدخل الأغنياء، الذين يطلون علينا ويذكروننا بشبح الإرهاب، والتطرف، لترميم هذا الصرح الكنسى؟!. إن شهامة أولاد البلد فى إمبابة أنقذت الكثيرين فى الكنيسة من أن يكونوا ضحية هذا الحادث الأليم. ولعل سرعة قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بترميم، وإعمار الكنيسة المحترقة تشعرنا بوحدة الهدف الذى يجمع المصريين جميعا فى وطنهم، ولعلنا نسعى لتخليد أرواح هؤلاء الأطفال فى هذا المكان لنتذكر دوما مخاطر الإهمال، والزحام.. رحم الله الضحايا، وألهم ذويهم الصبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى