ما يجرى فى سيناء..وعين على سوريا وشرق المتوسط!

تغييرات عسكرية وسياسية واقتصادية تحدث فى سيناء للتخلص من الوجه القبيح للإرهاب، وقد حاول التوطّن فى شبه الجزيرة المصرية التى دارت حولها، وفيها، كل حروب المصريين لتحقيق الاستقرار والازدهار لوطنهم، عبر كل مراحل التاريخ الإنسانى.
التغييرات تعكس حالة مصرية من الصحوة والاستيقاظ، يجب التوقف أمامها بعين فاحصة، فهى ستغير مستقبل مصر، والمنطقة العربية، وكل معادلات المنطقة، وستغير نظرية الأمن القومى المصرى بأكمله، وتضع البلد فى أفق جديد ومختلف.
المصريون لم يزيحوا الإرهاب فحسب فى حرب معلنة تحركت فيها كل الوحدات العسكرية – برية وبحرية وجوية ودفاع جوى – ثم بإقامة أكبر قاعدة دائمة فى شرق السويس والقناة لوحدات مكافحة الإرهاب للقوات المسلحة، تعمل بشكل دائم لحماية الحدود المصرية، وضمان عدم عودة حالة الإرهاب لهذه المنطقة الغالية من جغرافيا مصر، بل قرر المصريون أيضاً أن ينفقوا ما يصل إلى 300 مليار جنيه، بنية أساسية واقتصادية فى هذه المنطقة على مدار 5 سنوات، بما يغير يشكل الحياة البسيطة فى سيناء – وكانت قد اقتصرت على ما يقرب من 400 ألف نسمة وبعض المنتجعات السياحية فى جنوب سيناء – إلى حياة كاملة لملايين المصريين.
ولا نبالغ فى التوقع عندما نقول إن مصر الإفريقية تبزغ للوجود، وإن مصر الآسيوية قوية عسكرياً وسياسياً، يتزامن ذلك مع ما يحدث فى شرق المتوسط فهو تغيير إستراتيجى لإقليم الشرق الأوسط كله، الذى يمتد إلى شرق المتوسط، وتحمى البحرية المصرية الاكتشافات البترولية فى حقل (ظهر)، وتتعاون اقتصادياً مع اليونان وقبرص لوقف التمدد التركى فى هذه المنطقة، وإلزامه باحترام القوانين الدولية والعلاقات مع الدول العربية فى الشرق العربى الأوسط.
كل هذه المتغيرات تقوى الدولة المصرية، وهى تتجه بعين فاحصة لوقف الحالة العبثية التى تحدث على حدودها فى الشام جراء سقوط الدولة السورية، ولأننا نعرف أن إعادة بناء سوريا يجب أن يشترك فيها الجميع، وسوريا كانت جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة التى استمرت 3 سنوات، وجيشنا الأول فى سوريا، حاربنا معاً لتحرير الأراضى العربية المحتلة بعد 1967، وصنعنا نصراً عسكرياً فى 1973 معاً، هذا يعنى أن مصر لن تترك سوريا وشعبها فى معاناته وأزماته الراهنة.
وقد كشفت معركة الغوطة الشرقية حول دمشق أنه لا يمكن لأى جيش حتى الروسى أو الأمريكى أو جيش سوريا الحالية أن يحسم المعارك، وقد تعرض هذا البلد الشقيق لأكبر مؤامرة فى تاريخه..
نحن نعرف أن الوضع فى سوريا يشخص كل أزمات المنطقة العربية، فالقوة الكبرى الأولى عالمياً أمريكا، والتى تليها روسيا موجودتان فى سوريا وتحتلان أجزاء منها.
أما القوى الإقليمية الثلاث (التركية والإيرانية والإسرائيلية) فموجودة فى الأجواء أو الأراضى السورية، بل إن كل الميليشيات المسلحة فى المنطقة موجودة هناك، سواء كانت شيعية (حزب الله اللبنانى)، أم الشيعة العراقيين فى إيران، كلهم موجودون هناك، سواء كانوا من العراقيين المدربين فى إيران، أم من كل التيارات المتأسلمة من السنة (الإخوان والجيش الإسلامى والنصرة والجهاد وأشباههم).كيف ستتخلص سوريا من هذه الكارثة، وأكثر من 5 ملايين سورى هاربون فى كل أنحاء الأرض فى أكبر كارثة بشرية، وكل مدن سوريا تم تخريبها وضربها بالطائرات من كل الأنواع.
إن عين مصر على سوريا، ولن تتركها، وسوف تعمل على إعادة وحدة الأراضى السورية، وسوف تدفع الدول العربية والأوروبية، والدولة الأمريكية للعمل على تعمير سوريا والمشاركة فى حل أزمات شعبها التى تفاقمت فى هذه الحرب اللعينة، ولأنها معركة كبرى لذلك يجب أن تدخلها مصر، وقد تحصنت من الداخل من أى اضطرابات أو مشاكل صنعها الإرهاب وفوضى السنوات الماضية.
سوريا فى حاجة إلى أكثر من مؤتمر دولى لإعمارها من أجل وحدتها وسيادتها واستعادة استقرارها، وقد أثبت التاريخ والواقع أن مصر والشعب السورى الشقيق سيكونان قادرين على إعادة سوريا إلى موقعها وإلى الخريطة العربية.
كل القوى العالمية لن تقدر على الشعب السورى، خصوصا أن مصر ستكون مع سوريا، وما أعنيه هو أن مصر القوية قادرة على تلجيم كل القوى الإقليمية الطامعة فى الشعب السورى، وقادرة على حشد كل القوى العالمية المحبة للاستقرار والسلام، حول هدف أعتقد أنه من أعلى الأهداف وأنبلها، ويليق بمصر القوة التى تستطيع أن تغير كل معادلات الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، ولكن على الجميع أن يتعاونوا مع مصر – خصوصا كل الدول العربية – فى هذه المعركة القاسية لمستقبل العرب وانتصارهم المقبل، بعون الله.

