حدث سعودى.. ولكنه عربى وفريد بامتياز

احتفلت بالأمس الرياض بدخول السينما السعودية، وتحتفل بعد أيام بقيادة المرأة السعودية للسيارة فى شوارع جدة والرياض ومكة والمدينة وحائل.
أحداث الأمس واليوم المتتابعة تحمل للغد العربى أياما أكثر إشراقا وتطوراً ونمواً.
السينما للسعودية والمساواة للمرأة الخليجية والسعودية، تعنى مستقبلا مشرقاً لكل عربى وعربية، لأن السعودية ليست بلداً عادياً بل هى بلد ملهم للجميع.
وعندما تتحرك ثقافياً فى كل مناحى ونواحى الحياة، فإنها تنتقل فى كل ربوع عالمنا العربى بسهولة ويسر وتقبل من الجميع، وهذا انتصار لقيم الحياة والتجدد والحداثة والمستقبل، وهزيمة لقيم التخلف والعودة للوراء.
السينما فى السعودية تعنى شوقاً واسعا للغد العربى ككل، ولن تكون مستقبلة لفنون غيرها فقط، بل يعنى إنتاجا جديداً للسينما العربية، سوف يقبل عليه المخرجون والفنانون العرب، المصريون والخليجيون والمغاربة مع إخوانهم وأشقائهم من السعودية، ويعنى فنا وإبداعا عربياً جديداً يضخ فى شرايين لغتنا العربية الجميلة، وفى عقل وأفكار العرب جميعا،ً ويربطهم بعصرهم وعالمهم.
لا شك أن الأدب السعودى سوف يستفيد هو الآخر، ليتحول إلى الفن السابع، وينتشر فى كل ربوع الخليج والعرب ككل، عندما يجد المجال الحيوى السعودى سوف ينتعش ويتطور وينمو ويزداد القارئ والمستمع ثقافة وتكبر الأسواق العربية وتنمو، وستخلق كتابا وفنانين جددا، والفن يولد النجاح والتطور، والأسواق المتسعة تحشد العقول وتطور الإنتاج، وتحمى المنتجين للفكر فى كل مكان فى عالمنا العربى، فلا نترك الفن العربى ضعيفاً ومهزوزاً أمام الفن الغربى أو حتى التركى أو الهندي.
العرب يتنافسون مع العالم، وينتجون ويشاركون بفعالية، ويكونون رافدا جديدا للحضارة والإنسانية، ومجالا حيوياً مختلفا، وبدخول السينما والمسرح والمرأة العربية السعودية، يفتح الفن العربى مجال الحياة والفن والإبداع.
إنها قفزة كبرى فى تاريخنا، يراها الجيل المعاصر تطوراً طبيعياً للحياة، ولكننا نراها قفزة كبرى للأجيال القادمة، لها معناها ومغزاها الكبير للمستقبل العربى.
لقد وضع الجيل الحالى الذى صعد إلى سدة الحكم فى السعودية، واتخذ القرار، أقدامه بثبات على أرض المستقبل، ولن نستطيع هزيمة العقول التى بثت أفكار التطرف والإرهاب التى، وضعت القنبلة والمدفع فى أيدى الشباب العربى للقتال وهزيمة الحضارة المعاصرة، إلا بفتح الباب واسعاً ليدخل منه الهواء المنعش والروح الجديدة، لتكتب وتصنع أفلاما وتحرر المرأة، وتجعلها فى موقع المسئولية فى البيت والشارع، والمصنع والمكتب مع الرجل.
ووضعت السعودية، بقراراتها الجديدة ومتغيراتها الاجتماعية الصحيحة، أقدامها بثبات على طريق المستقبل، والتقدم الإنسانى، وبناء حضارة جديدة تتوازن وتتناسب مع حضارتها الاقتصادية، ونمو اقتصادها المادى، فالحضارة المادية لا تحميها ولا تصونها إلا حضارة العقل والفن والإبداع والخيال والسينما والمسرح والكتاب والقصة والراوية والفيلم والمسلسل والصورة والكلمة البليغة والأدب الرفيع والفنون الحديثة.
فلم يكن ممكنا أن أهزم الطائفية القادمة من إيران، والعنصرية الدينية القادمة من داعش وشقيقاتها، وأن أخاف منهم، وأنا أطبق أجزاء من سياساتهم العقلية المخيفة والبعيدة عن الإسلام، وروحه السمحة العظيمة فى بلادنا الإسلامية التى تعرف معانى الدين السمحة والمتقبلة لكل نواحى الحياة.
وليس فى الإمكان أن أهزم أفكار جهيمان الذى اقتحم الكعبة، ليفرض على المصلين أسلوباً مقيتاً فى الحياة، وأنا أطبق أفكاره وسياساته.
العودة إلى الحياة الطبيعية فى السعودية حدث فريد وسعيد لكل عربى ومسلم وكل مؤمن بأمتنا ومستقبلها وحضارتها، وضرورة أن تكون رقماً فاعلاً فى الحضارة الإنسانية المعاصرة، وليس رقماً مستهلكاً لهذه الحضارة وبعيدة عنها وخائفة منها.
تحية لروح التقدم والقرارات الجريئة التى غيرت حياة السعوديين والسعوديات، وفتحت أمامهم أبواباً واسعة للتقدم الإنسانى وللحياة الرحبة، التى حاول المنغلقون وأنصار الماضى السحيق فرضها على الأجيال الحالية، وحرمانهم منها، وجعلوهم يسرقونها من الخارج، أو من وراء ستار، كأنهم يرتكبون معصية، حاشا لله، وقد حللها لهم دينهم وخالقهم، ولكنهم وقعوا فى براثن المتطرفين الذين لا يرحمون ولا يجعلون رحمة الخالق تصل إلى الناس…
مرحباً بالتطور السعودى الجديد الذى يسعد به كل عربى، وكل مسلم.

