إبريل 2018

كلما مرت الأيام والسنوات أزداد عشقاً لهذا اليوم، يوم الخامس والعشرين من شهر إبريل منذ 36 عاماً، عندما رفعت مصر أعلامها خفاقة على حدودها الوطنية كاملة، واستردت، بعد صراع طويل، عسكرى وسياسى، ثم عبر التحكيم الدولى، كامل التراب الوطنى، ورفضت سياسة التوسع وفرض النفوذ بالقوة، وقد حددت شروطها الوطنية، ووضعتها حدودا قومية ووطنية لكل مصرى ومصرية.
وأسمح لنفسي أن أهنئ المصريين والعرب بهذا الانتصار المستحق.
كل عام ونحن طيبون وبخير.
فاليوم هو يوم وطنى بامتياز، أعشقه بشكل خاص، وينطلق هذا من عشقى للراحل العظيم محمد أنور السادات، وأبطال حرب أكتوبر العظماء الذين حققوا نصراً عسكرياً مذهلا فى ظل ظروف صعبة، وإمكانيات محدودة، وصنعوا معجزة عسكرية بكل المقاييس، فى زمن انتهت فيه المعجزات.
وكتبوا عن الرجل، صانع المعجزة، أنه انتصر، لأنه كان رجلاً صادقاً مع نفسه ومع شعبه ووطنه، ولم يكن تاجراً فى أسواق النخاسة السياسية التى كانت تتاجر بدمائنا وأرضنا وشرفنا، ولم يكن واهماً فى خيالاته وحساباته.
انظروا معى كيف كان مصير من وصفوه بالخيانة، ومن ادعوا الشرف والنزاهة، وحماية مقدسات الأمة؟
انظروا ماذا حدث لمن اجتمعوا فى قمة بغداد 1978، ليقرروا حصار مصر وطردها من عالمها العربى، وتجويعها، عقاباً لرئيسها، لأن الله رزقه الواقعية، وحب شعبه؟
طبعا، أنا لا أقول كلامى هذا بأثر رجعى، فقد قلته صغيراً بل انضممت لحزبه، ووقفت خلف رايته، حتى انتصر وطنه، ووضح الحق العربى لكل ذى عينين، وسقط البعث فى سوريا وفى العراق، بل هناك من قتل شعبه، وباع وطنه، وتحالف مع أعداء أمته.
وليس معنى كلامى هذا شماتة، فالشماتة من أبشع الصفات التي أكرهها، ولكنها للأسف هى الحقيقة المماثلة أمام أى عاقل أو ذى بصيرة.
وحين أسترجع الأحداث، لا أسترجعها ليعتبر منها كل من لا يزال مصراً على إلصاق التهم ببطل النصر وصانع السلام الذى ما زال حياً بيننا، برغم رحيله، بينما الذين مازالوا أحياء منهم يقتلون شعوبهم، ونسى الناس الذين أصبحوا منهم فى عداد الموتى.
عشت كريماً عزيزا، ومت شهيداً فى أعلى عليين أيها الراحل العظيم.
تحية لرجال أكتوبر.. تحية لصناع السلام المصرى العظيم.. تحية للرجال والأبطال الذين ساروا على منهج وسياسة السادات، وقد حققوا الاستقرار لمصر، وفتحوا أمام القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أبواب النصر الحقيقى، وإعادة الحقوق العربية، واستعادة قضية فلسطين من النسيان، والعمل على عودة أراضى العرب المحتلة.
تحية للرجال، فقد حفظوا وصانوا الحقوق العربية فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء والقادرين على الحركة والتكيف مع المتغيرات.
تحية للرجال وهم يبنون فى قلب هذا العصر، وتحية لهم وهم لا يتوقفون ولا يراهنون على زمن لن يأتى إلا لمن يعملون بجدٍ على خلق وتطور الزمن العربى الآتى.

