مبارك في جنوب إفريقيا وأوغندا دور تاريخي متجدد.. في عــالم متغـــير

تتويج الدور والمكانة في عصر قوة مصر يترجمه الرئيس حسني مبارك يوميا في برامجه واجتماعاته ورحلاته السياسية للخارج.. إنه عمل لا يتوقف لتقوية دور الدولة وإعلاء مكانتها والارتقاء بها علي كل الأصعدة والمجالات.. وهو حقيقة بارزة. وليس شعارات أو بيانات. وكان من ثمار هذا العمل المشاركة مع فرنسا في بناء الاتحاد من أجل المتوسط, وتصحيح مساره بحيث يضم كل الأوروبيين, حيث إنهم جميعا شركاء وأصحاب مصلحة لاستقرار حوض البحر المتوسط, وقد تابع الرئيس هذا الجهد بزيارته إلي إيطاليا التي عمقت هذا المفهوم وتلك المكانة, وبعدها ذهب إلي جنوب إفريقيا.. وأوغندا قلب إفريقيا من الهضبة الاستوائية.
وقد أعطي هذا التحرك مؤشرا واضحا علي منهج مبارك وطريقة إدارته لسياسة مصر الخارجية وعلاقاتها الدولية.. وما يعرف بسياسة التوازن الدقيق ومراعاة المصالح الحيوية, وصناعة الدور والمكانة في عالم متغير, فقد بدأ عهده بإعادة التوازن لدور مصر وعلاقاتها بين الشرق والغرب.. بعد أن اختل هذا التوازن بشدة علي مدي ثلاثة عقود اتجهت مصر خلالها إلي الشرق علي حساب الغرب, ثم مرة أخري إلي الغرب أكثر من الشرق.. واستهدف هذا التوازن تحقيق وضمان مصالح مصر العليا وأمنها القومي, وهو المبدأ الرئيسي في منهج مبارك ورؤيته البارعة والمستقيمة والمستمرة التي لا تهتز.
ولذلك لم تكن إعادة التوازن بين الشرق والغرب حالة معزولة عن السياق العام الذي يقيم توازنا مماثلا.. دقيقا بين الشمال والجنوب لمصلحة مصر وشعبها ومستقبلها ودورها.
ففي شهر واحد تحرك الرئيس شمالا في إطار الاتحاد المتوسطي الذي يتولي رئاسته المشتركة مع فرنسا, ثم جنوبا إلي جنوب إفريقيا, وأوغندا بعد أسابيع قليلة من استضافة قمة الاتحاد الإفريقي وتولي رئاسة الاتحاد في دورته الحالية.
وينطوي هذا التوازن علي شيء آخر هو التفاعل الذي يميز دور مصر في محيطها وعالمها, فلم تعد نظرية الدوائر( الإفريقية والعربية والإسلامية والمتوسطية) صالحة في عصر العولمة علي النحو الذي كانت عليه في مرحلة سابقة, وتبدو السياسة الجديدة التي تنتهجها مصر مبارك أقرب إلي الخطوط المتقاطعة والمتداخلة والمتوازنة منها إلي الدوائر.
ومن أبرز الدلائل علي ذلك في الخطين الشمالي والجنوبي للسياسة المصرية الاهتمام الذي حظيت به أزمة الغذاء العالمية في محادثاته بجنوب إفريقيا وأوغندا, وذلك استمرارا للاهتمام بها أمام المنتدي الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ ومرورا بمؤتمر منظمة الغذاء العالمي( الفاو) بإيطاليا, ووصولا إلي القمتين الإفريقية والمتوسطية, ثم زياراته الأخيرة إلي جنوب إفريقيا وأوغندا.
إنه تكامل وتفاعل وتحرك ومتابعة ويقظة لا مثيل لها في إدارة نموذجية لسياستنا الخارجية, فلقد تحرك الرئيس مبارك في اتجاهين أحدهما سعيا للإبقاء علي الاهتمام العالمي بأزمة الغذاء ومقاومة اتجاه بعض الدول الكبري للتنصل من مسئوليتها في إيجاد حل, وهو الأمر الذي يقتضي تعبئة الدول التي تعاني من هذه الأزمة, وفي مقدمتها الدول الإفريقية الأكثر تضررا لتأخذ بالتعاون الإقليمي للإنتاج المباشر فيما بينها, وعندما تتعاون مصر وجنوب إفريقيا أكبر دولتين إفريقيتين في هذا الاتجاه يكون تأثيرهما أكثر فاعلية وبروزا.
أما الاتجاه الثاني فهو إقامة المشروعات الغذائية الكبري للمساهمة في حل المشكلة عمليا, وقد تمثل هذا الحل علي الأرض في الاتفاق مع أوغندا للاستفادة من المساحات الواسعة والمياه لإنتاج القمح واللحوم والألبان والأسماك. ورأينا من قبل تحركا علي نفس هذا المستوي مع السودان من خلال مشروعات مشتركة في مجال زراعة الأراضي وتنمية الثروة الزراعية والحيوانية.
أما التحرك السياسي الفعال الذي ارتبط بتحركات الرئيس مبارك الأخيرة.. فقد أعاد وصل الدور التاريخي للمشاركة الفاعلة في حل الأزمات التي تواجه إفريقيا ودولها.. ولا ترتبط هذه المسئولية برئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في دورته الحالية. ولكن هذه الرئاسة تزيد مسئوليتها في هذه اللحظة التي تتفاقم فيها أزمة عدم الاستقرار في عدد من دول القارة مقترنة بتهديدات جديدة وهي التداخلات الخارجية في شئون دولها سواء في السودان أو زيمبابوي..فلقد وصل الأمر إلي تهديد لا سابق له يواجه السودان بعد طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية القبض علي رئيسها عمر البشير ومحاكمته في أزمة دارفور. وأيضا تداعيات التطورات السياسية في زيمبابوي.. ويمكن في القاهرة وبريتوريا مواجهة هذا التهديد وإيجاد المخرج ومعالجة الأزمات والسعي لحل أزمة دارفور و تمزق زيمبابوي وانقسامها السياسي, وبالطبع سوف يؤدي ذلك إلي حماية الاستقرار وعدم نشر الفوضي.. وهما العاملان اللذان يؤديان إلي تفاقم الأزمات الاقتصادية وزيادة صعوبة الحياة علي الناس.
لقد عكس اللقاء المصري مع جنوب إفريقيا أهمية موقعهما الجغرافي ودورهما التاريخي.. فمصر تقع في موقع الرأس من الجسد, وتمثل جنوب إفريقيا ساقيه, وبدون اجتماعهما لا تنهض القارة ولا تلعب دورها.
أيضا, فإن مصر الرأس تختزن تراثا وتاريخا وخبرات ووعيا بحاضر ومستقبل وتاريخ يعود لأكثر من خمسة آلاف عام, وهي الخبرات التي تخص القارة السمراء بقدر ما هي تخص مصر. وقد أحسن الرئيس الأوغندي موسيفيني التعبير عنها عندما قال للرئيس مبارك: إن الأوغنديين سعداء اليوم ومبتهجون لأنهم رأوا رئيس مصر وقائدها مبارك يطل عليهم فهذه أول مرة يزورهم فيها رئيس مصري منذ عصر الفراعنة.. فالحضور المصري إلي هذه النقطة الهضبة الاستوائية من بحيرة فيكتوريا.. يعكس الوعي بالجغرافيا والتاريخ في مصر المعاصرة.
………………………………………………………………
وإذا رصدنا هذه الرحلة الإفريقية ذات المعاني والرؤي التاريخية العميقة يتضح لنا أن الرؤية التي سبقت هذه الزيارة عن أن مصر وجنوب إفريقيا متنافستان.. إنما هي رؤية خاطئة.. فالدولتان تمتلكان أكبر اقتصادين في القارة السمراء, وهما اقتصادان غير متنافسين وإنما يتميزان بالتكامل.
وقد عكست هذه الزيارة رؤية تقول إنه بالرغم من ضخامة حجم اقتصاد البلدين وبالرغم من كونهما غير متنافستين فإن حجم التجارة بينهما بعد15 عاما من عودة العلاقات قد وصل الي106 ملايين دولار, وهو رقم لا يليق بالبلدين مهما كانت الأسباب.. وبالرغم من الزيادة التي شهدها حجم التجارة بين البلدين في العامين الماضيين الا ان هذه النسب لا تعكس الارقام التي من المفترض أن تكون قائمة, وهو ما شخصه الوزير المصري النشيط والبارع رشيد محمد رشيد بدقة بقوله إن مصر التي تتزعم الكوميسا, وجنوب افريقيا التي تتزعم ساداك وهما التجمعان الإقتصاديان الإفريقيان ليس بينهما أي مزايا جمركية أو في المعاملة, وان رد الفعل السلبي كان هو التنافس بين التجمعين, وليس التكامل والتعاون بينهما.. وأن الزيارة الرئاسية سوف تفتح بابا كبيرا للتعاون ليس بين الدولتين فقط ولكن لكل دول التجمعين.
وبهذا اللقاء تدخل مصر في تقسيم جغرافي عالمي متميز يفتح امامها محاور كبري لجذب الاستثمارات العالمية, فجنوب افريقيا مفتاح للهند والبرازيل وما يتراوح بين10 و15 دولة افريقية في الجنوب, ولا تستطيع مصر أن تدخله إلا عبر هذا التجمع التي تمثله جنوب إفريقيا.
أيضا فإن هذه الزيارة الرئاسية تفتح مجالا اقتصاديا حيويا بالغا أمام الاقتصاد المصري في طور انفتاحه وتطوره وهذه اشارة للشركات العالمية للحضور لمصر والتي يتركز معظمها في جنوب إفريقيا وذلك لنقل معاملاتها ومراكزها في شمال إأفريقيا والشرق الأوسط, الي مصر باعتبارها نقطة إنطلاق اقليمي لحركة الاقتصادات الجديدة في عالم اليوم.
وتتطلع جنوب إفريقيا إلي كأس العالم عام2010 وقد وضعت خططا كثيرة للتوسع والتطور والنمو ستكون مفيدة لشركاتنا في مجالات الأسمنت والمقاولات والكابلات والكهرباء والبتروكيماويات والسياحة وغيرها من شركات الزراعة والغذاء.
وفي مجال العمالة فـإن جنوب إفريقيا باعتبارها دولة قامت علي الهجرة الوافدة في تاريخها الحديث قد أبقت علي تلك السمة بعد التحول الديمقراطي الذي شهدته في منتصف التسعينيات واسترداد الأغلبية السوداء حقها في الحصول علي الخدمات بمختلف انواعها بما في ذلك الخدمات الطبية والتعليمية وهو الحق الذي حرمت منه علي مدي مئات السنين وبات علي الدولة توفير هذه الخدمات التي تقوم في الأساس علي الطاقات البشرية.
وقد تم الاتفاق علي ذلك في برنامج مستقبلي يفتح هذه السوق الواعدة والمتطورة امام المهنيين المصريين لسنوات عديدة بديلا أو الي جانب الأسواق العربية والاوروبية المتوسطية.
أيضا هناك آفاق واسعة وأحلام كبيرة عكستها الزيارة إلي جنوب افريقيا وإوغندا ومن اهمها اقامة مشروعات البنية الأساسية وإعادة إحياء خط السكك الحديدية بين القاهرة وكيب تاون, وهو ماظهر في البيان الختامي لمباحثات مبارك وموسيفيني في أوغندا عندما رحب الرئيسان بإقتراح منظمة المؤتمر الاسلامي بمد خط سكك حديدية من داكار بالسنغال غربا الي بور سودان شرقا وتم التركيز علي مد هذا الخط الي شمال اوغندا بما يحقق التطلعات التي سادت عقودا عديدة بربط شمال وجنوب القارة مع خط كيب تاون ـ القاهرة.
………………………………………………………………
ولم يكن ممكنا بناء هذا الدور وتلك المكانة في رحلة واحدة ولكن مصر ورئيسها مبارك يتمتعان برصيد من المشاركة والعمل المستمر خلال السنوات العشرين الماضية مكننا من أداء دور فعال قائم علي الأسس التي تفرضها الظروف الأقليمية والعالمية الجديدة علي المستوي السياسي.
ولقد تصدت مصر لمشكلة التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا وظلت تمارس ضغوطها حتي تم الإفراج عن الرئيس مانديلا في فبراير عام1990 ورفع الحظر عن المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم الآن. وكان للرئيس مبارك دور فعال في تحديد تلك المرحلة الدقيقة لمعالم التسوية والمنازعات في القمة الأفريقية التاسعة والعشرين التي عقدت في يوليو1993 وكان له دور بارز في تحقيق التكامل الاقتصادي والدعوة المستمرة لحل مشكلة ديون القارة الإفريقية التي تجاوزت أكثر من300 مليار دولار, وخلال سنوات التسعينيات كان للتوجه المصري دور كبير في بناء مؤسسات اقتصادية بالغة الأثر في حياة الإفريقيين الآن منها بنك التصدير والاستيراد الإفريقي الذي انشئ في القاهرة1993 برأسمال قدره500 مليون دولار.
ولعلنا نري في زيارة مبارك في يوليو2008 حدثا سياسيا من الأحداث التي تؤرخ وتتوج مراحل جديدة في حياة الدول والأقاليم فهي تعطي نقلة نوعية غير مسبوقة تنهي حالة مفتعلة من التنافس الكامن بين قوتين إفريقيتين تقعان علي الأطراف الشمالية والجنوبية للقارة السمراء العفية فالدولتان تنظر كل منهما للأخري نظرة خاصة فالثقل السياسي المصري عربيا وإفريقيا وعالميا وما لدي مصر من قدرات اقتصادية وتكنولوجيه يفرد لها مكانة خاصه لدي السياسين في جنوب افريقيا.
كما أن القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية لجنوب إفريقيا لها مكانه خاصة لدي مصر.
وإذا كانت السنوات العشر الأخيرة قد شهدت لقاء بين القوتين الإفريقيتين الكبيرتين والذي تمثل في انشاء لجنة وزارية مشتركة لتطوير العلاقات كان لها تأثير محدود فإن قمة مبارك ومبيكي الاخيرة قد طرحت رؤية اكثر عمقا للمستقبل كما تزيد قدراتها علي مواجهة الأزمات الراهنة الكثيرة.
………………………………………………………………
ومن جنوب إفريقيا تأتي دروس عديدة, حيث تتعدد الأجناس واللغات والثقافات في دولة ولدت من رحم أكثر الانظمة عنصرية في التاريخ المعاصر, وقد كانت تتهددها يوم تحررها عوامل الاضطراب والانقسام ولكنها نجحت في الحفاظ علي قدراتها الاقتصادية واستمرت دولة واحدة متعددة الأعراق.. وتتسم خطواتها بالسرعة صوب النمو الاقتصادي المتميز الذي يضعها اليوم ضمن القوي الاقتصادية العالمية الصاعدة فلقد وصل إنتاجها المحلي إلي283 مليار دولار وارتفع متوسط دخل الفرد إلي5815 دولارا وتعمل فيها آلاف الشركات العالمية بمنتجاتها الهائلة وتجارتها الرائجة عبر المحيطين الأطلسي والهندي,
كما أنها تتمتع بقدرة تنمو يوما بعد آخر وتطارد فلول الفقر الذي استوطن هذه الأراضي أزمانا طويلة ولم ينته حتي الآن والذي ترتب عليه انعدام الأمن في الكثير من مدن جنوب إفريقيا ـ وبالرغم من ذلك فإن المرء يجب أن يقف مشيدا بعظمة مانديلا وخليفته مبيكي في الحفاظ علي الاقتصاد والتعاون الدولي وشركاته فلقد ظلت جنوب إفريقيا تكافح الفقر المزمن والتعدد اللغوي والعرقي والدين وتنهض قوة تجدد نفوذها وتعظم قدراتها بفضل الرغبة الكامنة في التطور والتقدم وبلوغ الهدف وهو ما لم يستطع أن يحافظ عليه رئيس زيمبابوي موجابي الذي مرت بلاده بنفس الظروف كما أنه لم يستطع التكيف الاقتصادي بما أدي إلي سقوط بلاده في هاوية الفقر, وأصبحت فريسة للتدخل الأجنبي والرغبة الداخلية في الانقسام بصورة لم يسبق لها مثيل.
………………………………………………………………
ويجب أن نشير بكثير من الأهمية للمحطة الثانية في الجولة الرئاسية الإفريقية غير المسبوقة.. وهي زيارة أوغندا التي تكتسب مغزي خاصا بالنظر إلي الروابط القديمة والتي عبر عنها الرئيس بقوله: لقد ربط نهر النيل بين كلا البلدين منذ فجر التاريخ والإنسانية.. ولا شك في أنه يمكننا أن نحقق معا الكثير لبلدينا ولدول حوض النيل ولإفريقيا.
وللحقيقة فإن احتفاء الرئيس موسيفيني وشعب أوغندا الذي اصطف علي طول الطريق حتي القصر الرئاسي فوق بحيرة فيكتوريا التي ينبع منها لمصر15% من مياه النيل.. كان له بالغ الأثر علي الرئيس مبارك وللمصريين وقد لمسنا الحب والدماء الواحدة بين الشعبين ورأينا المراعي الشاسعة التي تهطل عليها الأمطار طوال العام والأراضي الخضراء الشاسعة الممتدة في ربوع البلاد تنادي المستثمرين والأيدي العاملة وتفتح آفاقا واسعة أمام تعاون إقليمي
سوف نعتبره إذا تم الحسنة الكبري أو الفرصة الذهبية التي خلفتها أزمة الغذاء العالمية, لكي نعتمد نحن الأفارقة علي أنفسنا ويعود الخير لأهالينا الأفارقة في أوغندا وغيرها وذلك بدلا من أن نظل ندعم المزارع الأوروبي والأمريكي عبر استيراد غذائنا من هناك, فالخبرات والاستثمارات المصرية قادرة علي تفجير الطاقات الإنتاجية لاستغلال مساحات هائلة خالية من الثمار في أرض شديدة الخصوبة. وقد كان من الطبيعي أن تفجر الزيارة الرئاسية كل هذه الطاقات الكامنة, وتفتح المجال لمواجهة عملية حقيقية علي أرض الواقع لأزمة عالمية مرشحة للاستمرار وتلقي بظلالها علي مستقبل الجميع.
ولا شك في أن التكامل والتعاون قادر علي مواجهتها فنجاح التجربة المصرية ـ الأوغندية في إنتاج الغذاء والقمح وتقديم منتجات الألبان التي تعجز الخبرة الأوغندية عن استيعابها يعني تقديم تجربة رائدة وعالمية كفيلة بحل الكثير من مشكلات القارة وبرامج مكافحة الفقر فيها, كما أن الموارد الإفريقية بحاجة إلي شيء من التكامل يتجاوز الخلافات والصراعات العرقية وصولا إلي توظيف تلك الإمكانات لخدمة قارة تعاني الوفرة والندرة في آن واحد.
إن زيارة الرئيس مبارك تفتح أمامنا آفاقا واسعة مثلما تفتح أمام شعب جنوب إفريقيا وأمام الأوغنديين أيضا آفاقا واسعة. وعلينا معا أن نحقق تلك المعادلة بتعظيم موارد القارة حتي نصل بينها.. فقط نصل بينها.
osaraya@ahram.org.eg
