مقالات الأهرام اليومى

الصغار في إيران‏!‏

فقد المتطرفون من معاوني ملالي إيران صوابهم‏,‏ وأصبحت سياستهم وتدخلاتهم في شئوننا الداخلية فاضحة‏.‏ وصارت محاولاتهم العبثية إلباس وقاحتهم وتطرفهم ثوب قضايانا الكبري مثار سخرية العامة قبل الخاصة‏..‏ ويرونها بمثابة تفاهات لا تستحق الانتباه أو الذكر‏,‏ أو أنهم يلقونها للتسلية التي تثير الضحك من ضحالتها وانعدام قيمتها‏!.‏

لقد دخلوا علي خط الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة بعد انفصاله عن السلطة الفلسطينية‏,‏ بدلا من أن يصبوا غضبهم علي من فرض الحصار وجعله ممكنا من خلال سياسات حماس مع أشقائها الفلسطينيين وإسرائيل التي تحتل القطاع والضفة الغربية‏,‏ بل وتتحمل المسئولية‏,‏ القانونية التي تحددها الشرعية الدولية وتحمل مسئوليتها وعواقبها علي دولة الاحتلال‏.‏

لقد ترك الحمق الإيراني كل الأطراف ولم يجد من يلقي عليه بالمسئولية سوي أولئك الذين يعملون بجد وبرؤية واقعية وعملية من أجل إلغاء الحصار والتخفيف عن المحاصرين في غزة ويفتحون معبر رفح عمليا أمام الفلسطينيين‏,‏ ويسعون بكل الأساليب السياسية والدبلوماسية لانهاء الحصار مع كل القوي المسئولة عنه والتي بامكانها المساعدة في إنهائه‏,‏ ونجحوا كثيرا وتعثرت بعض جهودهم قليلا لأسباب معروفة تماما للجميع‏,‏ ولكن مايعنينا هنا أن إيران بحماقتها وهذيان متطرفيها تطوعت بتلك السياسة

وهذه الأساليب لتقدم للمحتل الإسرائيلي ومن يعاونه خدمة جليلة بمساعدته علي التحلل من المسئولية‏,‏ وبدلا من ذلك يلقون بها علي الشرفاء الذين يعملون بكل جدية وأمانة وشجاعة ورؤية مستقيمة لمصلحة المنطقة وشعوبها‏,‏ وبالقطع هؤلاء يستحقون الشكر والثناء والتقدير‏,‏ ولا يستحقون البذاءات الإيرانية وشتائم الحرس الثوري والحوزات التابعة مباشرة لعلي خامنئي أو أحمدي نجاد‏..‏مهما حاولوا ان ينفوا ذلك وأن يلقوه علي جماعات هامشية‏,‏ أو متطرفة بزعم أنهم لا يملكون اوراقها كاملة‏..‏ لأنهم يملكون كل شئ في إيران‏,‏ ويحركونه إما بالحديد والنار أو بالعطايا‏!!.‏

ومع أننا نستطيع ببساطة أن نكشفهم هم وعملاءهم علي كل الأصعدة‏,‏ فإننا ندرك أن الإيرانيين لا يتحملون أن نعاملهم بالمثل وأن نتدخل مباشرة في الشأن الايراني الداخلي سواء للحكام‏,‏ او لأصحاب الحوزات والملالي‏,‏ لان ملفهم لا يتحمل ذلك مع هشاشة وضعف أوضاعهم الداخلية كما ان كشفهم أمام الشارع العربي سيحمل في طياته مخاطر وقلاقل كبري علي منطقتنا‏,‏ ونحن نسعي دائما إلي تحقيق الاستقرار بل ولا نريد فتح باب جهنم أمام أفعالهم الشيطانية في العراق وفلسطين ولبنان والخليج العربي‏..‏ وتشيعهم للفتنه الكبري‏!‏

كما أن جرائمهم في حق شعبهم وشعوبنا العربية تقزمهم وتضعهم في حجمهم الطبيعي‏.‏ فهم متهمون أمام الشعب الإيراني بالتسلط الداخلي والديكتاتورية وتبديد موارد البلاد‏..‏ ومتهمون أيضا أمام العالم باثارة الحروب وتكديس الأسلحة‏,‏ بل وأسلحة الدمار الشامل‏,‏ ونشر التوتر والإرهاب ويستعد المجتمع الدولي بكل قواه لمحاصرتهم‏,‏ ومعاقبة الشعب الإيراني المعاقب أصلا بوجودهم وتسلطهم عليه‏..‏ نعم نحن نريد إنقاذ إيران والمنطقة من تصرفات حمقاء ورعونة‏,‏ وعدم فهم وسعي إلي التسلط والهيمنة الإقليمية علي بلادنا‏,‏

ولا نريد للتطرف الإيراني أن يجر المنطقة الي صراعات جديدة أو حروب عبثية مثل التي حدثت في فلسطين والعراق‏..‏ ولانريد للإيرانيين أن يكونوا ضحية جديدة لمن يخططون لإستغلال الملف النووي الإيراني كذريعة لحروب جديدة لاتنتهي في إقليمنا‏..‏ تكفينا أزمة فلسطين وكارثة العراق‏,‏ ونريد أن نداويهما لمصلحة الشعوب المظلومة من أجل مستقبلها‏.‏ وبالرغم من كل هذه الأسباب والدواعي التي لم تراعها إيران فإننا لن نسكت طويلا علي هذه المهاترات‏..‏ فكل ألاعيبهم مكشوفة في التدخل في الشأن المصري منذ تمجيدهم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات‏,‏

إلي فيلمهم الملعون لتمجيد الإرهابيين والقتلة‏,‏ ثم حشودهم وهتافاتهم القميئة ضد مصر ورئيسها ورموزها السياسية والدينية الشريفة أمام سفاراتنا ومراكزنا الثقافية في طهران أو غيرها من عواصم العالم مستخدمين الطابور الخامس المخدوع دينيا والمتعصبين فكريا في عالمهم وعالمنا‏,‏ مكررين ما يرتكبونه من جرائم بتدخلاتهم في الشأن العراقي والسوري واللبناني والفلسطيني والخليج العربي‏,‏ محققين مصالح فارسية تعصبية للجنس والمذهب‏..‏ بل وفي تلاعبهم في أخص شئوننا الدينية وفرض الفتنة الطائفية بين المسلمين بافتعال الخلافات المذهبية القديمة بين السنة والشيعة وولاية الفقيه السياسي لا الديني لكي يجعلوها حربا لا تبقي شيئا‏..‏ فيا أيها المتطرفون في إيران انتبهوا‏,‏ فأنتم تلعبون بالنار‏,‏ وسوف تدينكم وتحرقكم أولا وثانيا‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى