مقالات الأهرام اليومى

مبارك حافظ علي جزيرة رأس البر لأهلها أطلق سما الشرق لأبنائها‏..‏ واحتفظ بنخيل السسنانية ‏ وبعث كوبري دمياط التاريخي

أمس الأول كان يوما مشهودا وتاريخيا لجزيرة رأس البر حيث احتفل الدمايطة ومعهم كل أبناء الدلتا والفلاحين المصريين بزيارة الرئيس حسني مبارك لهم‏,‏ وعبروا له عن سعادتهم وامتنانهم بعودة جزيرتهم عاصمة الماء والهواء ـ تلك الجزيرة النادرة ـ إليهم‏,‏ بعد أن كانت مهددة بالضياع والتلوث‏!!.‏

ووقف أبناؤها جميعا سعداء برئيسهم في نقطة التقاء البحر بالنهر والتي خلد القرآن الكريم معجزتها في سورة الرحمن بقوله تعالي‏:‏ مرج البحرين يلتقيان‏,‏ بينهما برزخ لايبغيان‏.‏

عادت رأس البر بقرار رئاسي بعد أن كانت مهددة بالزوال والضياع واستقطاع أكثر من ربعها‏,‏ وتحديدا‏(‏ ألف فدان‏),‏ لإقامة واحد من أكبر مصانع البتروكيماويات‏,‏ والمعروف باسم مصنع أجريوم الكندي‏,‏ وقد نقل المصنع إلي المنطقة الصناعية‏,‏ ولم تخسر مصر اقتصاديا‏,‏ بل كسبت سياحيا وجماليا بالاحتفاظ بهذه الدرة الفريدة المعروفة برأس البرعلي مساحة‏4‏ آلاف فدان خالية من التلوث‏.‏

وأمس الأول أهدي الرئيس مبارك لأبناء الدلتا مدينة جديدة أطلق عليها الرئيس اسم سما الشرق تأكيدا لكل قيم الجمال حيث تقام جنوب غرب رأس البر حاليا مدينة أو مصيف جديد يحمل كل قسمات الشرق وجماله‏,‏ وطلب الرئيس من المقاولون العرب أن يتمتع الموقع الجديد بكل السمات العصرية علي أن يحتفظ بجوهره‏,‏ وبذلك تكتمل له كل عناصر الجزيرة‏.‏

لقد بعثت عودة الروح إلي جزيرة رأس البر الحيوية لكل دمياط‏,‏ وجعلت تجاوب الدمايطة مع الرئيس مبارك بالأمس يوما من أيام مصر الخالدة عندما افتتح عددا من المشروعات الحيوية‏,‏ وأطلق تصريحات مهمة‏,‏ وعاش الجميع حدثا يحمل شكل مصر المعاصرة وهي تتغير وتنمو وتتطور اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا‏,‏ وتحتفظ أيضا بتاريخها وموروثها الثقافي‏..‏ هذا الحدث الذي يتمثل في فرحة المصريين وخاصة الدمايطة باحتفاظ جزيرتهم الخالدة بخصائصها التاريخية والجمالية بلا هدم او ضياع بل وزيادة فرحتهم بسما الشرق واحتفاظ الجزيرة بأكبر شبكة نخيل في مصر التي تعرف بنخيل السنانية تحيط بالجزيرة النادرة فتزيدها أبهة وجمالا وعظمة بلاضياع أو تلوث‏.‏

إن الموقع الفريد الواقع علي الفرع الشرقي للدلتا سوف يفتح اذرعه ليستقبل الماء والهواء والمصريين‏,‏ وليذكر الجميع بالعرفان رئيسهم مبارك الذي احتفظ لهم بهذه البيئة الفريدة علي مر الأجيال حية ومتجددة لهم ولابنائهم وللاجيال القادمة‏.‏

لنقف جميعا مستقبلين البحر من أمامنا والنهر من خلفنا وتحوطنا أشجار النخيل لنقول‏:‏ شكرا لرئيسنا المحبوب الذي حمي الطبيعة الساحرة من الاعتداء علي هذا الموقع الخلاب‏,‏ وكان الدمايطة كرماء مع وطنهم بعكس ما يشاع عنهم‏,‏ فأهدوا رئيسهم اقدم كوبري في التاريخ باعادة احيائه من جديد‏,‏ وهو كوبري دمياط التاريخي‏..‏ اقدم كوبري معدني في العالم فلقد أنشئ في عام‏1889‏ ووضع مكان كوبري امبابة الحالي‏,‏ وهو اول كوبري يربط الوجهين البحري والقبلي ونقلت‏4‏ اجزاء منه الي دمياط عام‏1927‏ واختفت الاجزاء الاخري‏,‏ وظل الجزء المنقول يعمل في دمياط حتي عام‏2007‏ بعد ان تم الاستغناء عنه‏,‏ وبيع الكوبري في مناقصة ولكن دمياط ومحافظها البرادعي انقذاه بالاحتفاظ به دون تقطيع‏,‏ ونقل عائما علي الماء الي موقعه الحالي مع مراعاة الاشتراطات ومعايير التوظيف الصالحة للاحتفاظ بالآثار وتحويله من كوبري حديد علي النيل الي جسر آخر للحضارات جمع بين الأصالة والمعاصرة هناك قاعات للمحاضرات ومسارح مكشوفة وكتب قديمة وحديثة وقاعات عرض سينما ومسرح وبعقول وصناعة المصريين وحدهم‏.‏

وعندما تقف علي الكوبري الجديد أو جسر الحضارات تشاهد أو تعيش عصرين‏..‏ عصرنا الراهن‏2009‏ حيث التكنولوجيا المعاصرة ويمتد بك الاثر الي عام‏1889‏ حيث عصر صناعة كوبري دمياط التاريخي او كوبري امبابة وهو نفس العصر الذي صنع فيه برج ايفل وقد اقيم الاثنان علي يد شركتين فرنسيتين‏.‏

ولم تكن زيارة الرئيس مبارك لدمياط زيارة للحاضر فقط بل كانت ايضا زيارة للمستقبل والماضي معا فلقد حمت تاريخنا وحاضرنا وحفظت للدلتا جغرافيتها الباهرة والمزدهرة‏,‏ وسيقف ابناء مصيف راس البر الذين عشقوا هذه البقعة التاريخية وهم يستنشقون هواء رأس البر المميز لأن كل وحدة سكنية مازالت كما هي سواء في عصر العشة او عصر الفيلا مستقبلة الهواء من جهاته الأربع‏..‏ قائلين لرئيسهم‏:‏ شكرا فلقد حميتنا من المعتدين علي الطبيعة واحتفظت لنا بالجمال والهواء والطبيعة والتاريخ‏.‏

اهلا بالرئيس مبارك في كل قري ومدن ومحافظات مصر يعيدها للحياة عصرية ومتطورة‏..‏ وشكرمستمر للقائد الذي يعايش شعبه‏,‏ ويعايشه شعبه ويبادله حبا بحب‏.‏
osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى