مقالات الأهرام العربى

الإرهاب فى الشرق الأوسط

التطورات المتلاحقة فى المنطقة العربىة تنذر بأخطار وعواقب وخىمة.. فقد خططت حكومة اللىكود ونىتانىاهو ـ منذ تقلد الأمور فى إسرائىل ـ لتجمىد العملىة السلمىة.. وعدم الالتزام بالاتفاقىات المبرمة، وتجمىد »أوسلو«، وتصوىر السلام على أنه »خرافة« وبداىة لزرع الفتن.. وتصوىر العرب والفلسطىنىىن على أنهم مجموعة من الإرهابىىن.. ىتصدون لجر الشرق الأوسط ـ أكثر مناطق العالم حساسىة  ـ إلى بؤرة الصراع العالمى أو بالحرب الإرهابىة المنتظرة.. وهكذا نجح نىتانىاهو فى وقف الآمال المرتقبة للسلام فى هذه المنطقة المهمة والحساسة من العالم.. والىوم ىنتقل رئىس الوزراء الإسرائىلى ـ الذى ىمثل التىارات المتشددة، وغلاة المتعصبىن الىهود ـ إلى تأجيج الصراع العربى الإسرائىلى، بالتخطيط لزرع أسفىن خطىر ومستمر ودائم بىن الفلسطىنىىن، لىنتقل الصراع إلى ما بىن الفصائل الفلسطىنىة، ولعل الصراع الراهن على السطح بعد مقتل المهندس محىى الدىن الشرىف ـ أحد قادة حماس ـ ىعكس هذا التطور المهم بىن السلطة الفلسطىنىة وإحدى المنظمات المهمة لحركة التحرىر الفلسطىنىة »حماس«.. والذى قد ىتطور إلى حرب دامىة بىن أبناء الشعب الفلسطىنى.

وتزامن هذا الحادث الخطىر ذو بدلالاته المستقبلىة.. مع السىاسات الإسرائىلىة التى أجهضت المبادرات الأوروبىة والأمرىكىة.. وإذاراعىنا الدقة لوصفناها بالإجتهادات.

.. وفى ذات الوقت.. ىجتهد نىتانىاهو وحلفاؤه من الأحزاب المتشددة والمتطرفىن.. لتصوىر حزب العمل، والذىن اتجهوا نحو السلام.. بأنهم مجموعة من المخدوعىن، ووقعوا فرىسة لمؤامرة، وضعت إسرائىل فرىسة للهجمات الإرهابىة، وتصور السىاسة الإسرائىلىة غزة ومجتمع السلطة الفلسطىنىة بأنهم عشش الإرهاب العالمى.

هكذا تقلب إسرائىل وحكومتها المتطرفة الحقائق.. لأنها تضع هذه المنطقة المهمة بهذه السىاسة الخرقاء فى فوهة الإرهاب الحقىقى..

فقد وضعت إسرائىل بذور الإرهاب عندما قامت دولتها منذ ٠٥ عاما فى هذه المنطقة.. ولعل مرور ٠٥ عاما على مذبحة دىرىاسىن ـ التى تكررت فى المنطقة مذابحها المستمرة ـ ىعكس الصورة الحقىقىة لدولة إسرائىل فى قلب الشرق الأوسط بوصفها راعية الإرهاب فى المنطقة.

ومثلما كان قىام تلك الدولة، بداىة القلاقل والتوتر والحروب فى الشرق الأوسط، فإن إسرائىل نهاىة التسعىنىات.. تضع بذورا جدىدة لحروب الشعوب.. وهى أخطر من حروب الحكومات والجىوش.. وحتى نسمى الأشىاء بمسمىاتها.. فإن ما ىنتظر منطقتنا على أىدى نىتانىاهو، هو اشتعال الإرهاب.. فأمام رفض إسرائىل للسلام، وإعطاء الأمل للشعب الفلسطىنى للحىاة والاستقرار.. فإن كل الأبواب ستكون مفتوحة لإفراز المناخ الاجتماعى والثقافى.. لىس أمامه.. إلا غرس روح المقاومة للوصول إلى العدل الضائع.. وأمام الظروف الدولىة التى لن تسمح بعودة الحروب بىن الجىوش، فإن نمو منظمات المقاومة.. سىؤدى إلى خلق الروح العدوانىة.. فكىف نقبل نحن الشعوب المعتدى علىها بالسلام، والمعتدى ىواصل الاغتصاب.. دون مقاومة فعلىة.

إن إسرائىل ـ التى فتحت باب الإرهاب لإقامة دولة  ـ تنقل المنطقة العربىة والشرق الأوسط إلى حروب جدىدة طرفها المباشر هو الشعوب ولن تستطىع الحكومات السىطرة على حركة الشعوب بدون إقامة سلام عادل ىعطى للشعب الفلسطىنى دولته وىحرر الإنسان العربى من العدوان وسلب الحقوق.

انتبهوا إلى ما تزرعه إسرائىل من فتن وقلاقل واضطرابات فى منطقة الشرق الأوسط.. تهدد استقرار وأمن المنطقة.. وتعرض كل مصالح العالم فى منطقتنا للخطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى