مقالات الأهرام العربى

حدث فى مصر

فى تطور مهم أعاد الحزب الوطنى الحاكم فى مصر بالإجماع والحب انتخاب الرئيس حسنى مبارك رئيسا للحزب فى دورة جديدة.. وبالرغم من أن هذا الانتخاب ليست به أية مفاجأة، إلا أنه حَدَثُُ مهم ستترتب عليه أبعاد كبيرة، بالنسبة لمستقبل مصر السياسى، وهى تستقبل القرن القادم، بما يعكس الاستقرار السياسى الذى تعيشه مصر الآن تحت قيادة الرئيس مبارك.

ومبعث الثقة وتجديد البيعة للرئيس مبارك، عكستها لهفة الأعضاء والتفاف ممثلى الحزب الوطنى بالقاهرة والمحافظات حول الرئيس حسنى مبارك منذ بداية الاجتماعات حتى إعلان تجديد الثقة والبيعة خلال اجتماع اللجان، وقد أظهرت الحوارات التى دارت والمناقشات المستمرة والمكثفة، أن هناك نخبة سياسية قد تكون غير نشيطة، لكنها تملك رؤية ومنطقا لمستقبل مصر السياسى.

فمصر الآن تحت قيادة مبارك تعيش مرحلة من الازدهار والنمو الاقتصادى لم تشهدها عبر تاريخها الحديث على الإطلاق. فقد انتقلت من مرحلة الإصلاح الاقتصادى ومواجهة الاختلالات الحادة فى الميزانية وموازينها المختلفة، وانتهت من الإصلاح الهيكلى، وانطلقت إلى آفاق جديدة أبرز ملامحها أننا نعيش عصر المشروعات القومية العملاقة، التى أمَّنت لها نسبة نمو تقترب حثيثا من ٧٪، وهو تطور اقتصادى ـ فى حالة استمراره ـ سيؤدى إلى انتعاش اقتصادى لا مثيل له لمعظم طبقات الشعب المصرى.

والمصريون يشعرون باطمئنان إلى أنهم تحت قيادة حكيمة تدير شئونهم الاقتصادية ببراعة، يلمسونها فى جميع مرافق الحياة.. فالحكومة الآن تقوم بأكبر مرحلة بناء فى كل ربوع البلاد، فالمشروعات القومية والتعمير والاستزراع كل هذا امتد إلى الجنوب فى توشكى، وشرق العوينات، وسيناء، والمدن الجديدة تشهد أيضا نهضة عمرانية، وتنتقل إليها كثافة سكانية جديدة، لم نكن نحلم بها منذ سنوات، خاصة مع امتداد شبكة طرق وكبارى لا مثيل لها تربط بين أجزاء هذه المدن، وتسهل حركة المواصلات بينها وبين المدن الكبيرة، وتربطها بالوادى القديم، كل هذا يساعد على امتداد العمران وانتقال السلع والخدمات بسهولة بين الأطراف القديمة والمدن الحديثة.

إن هذه النهضة لم تقتصر على النشاط الاقتصادى الذى يلمسه المواطنون البسطاء ورجال الأعمال عبر امتداد المشروعات والتسهيلات التى تفتح الآفاق الاستثمارية للبلاد، لكنها تمتد إلى علاقات مصر الاقتصادية مع المنظمات الدولية والتكتلات الاقتصادية العالمية، فلأول مرة تنفتح مصر على الاقتصاد العالمى، وعلى صندوق النقد أو البنك الدولى بلا حساسيات، ويتجلى هذا فى علاقاتها بأوروبا وأمريكا أيضا.. حيث أصبحت لمصر شراكة اقتصادية وحوار استراتيجى يعكس المكانة السياسية والاقتصادية التى تلاقيها مصر من المجتمع الدولى، وذلك لدورها الجيوبولوتيكى، ولفاعليتها المستقبلية وقدرتها السياسية على كل هذه المواقف، من هنا لم تكن هناك مفاجأة فى العفوية، والحب الطبيعى والتلقائى الذى قوبل به الرئيس حسنى مبارك من أعضاء الحزب الوطنى الحاكم، فهؤلاء هم أقدر الناس على فهم مصر، وتقدير نجاحاتها السياسية والاقتصادية تحت قيادة مبارك.. الحزب الوطنى قد يُتهم بأنه غير نشيط سياسيا، ولا يتكلم كثيرا، وليس له ضجيج مثل الأحزاب الأخرى، لكنه حاضر فى عمق مصر، فهو الفلاحون والعمال والبسطاء، كل هؤلاء هم الحزب الوطنى المصرى، هم الذين يعرقون ويفلحون ويزرعون الأرض، ويديرون ويحركون عجلات المصانع، وينتشرون فى المحليات والحقول، لقد تركوا منابر الكلام، واحتشدوا لكى يبنوا المجتمع، ويحرسوا مصر المحروسة، ويؤهلوها للمستقبل، وعندما يتفرغون من مرحلة البناء الشاقة، فإنهم سوف ينتشرون بالقطع حول منابر الكلام حتى يشعر بهم المجتمع السياسى.

الحزب الوطنى احتشد حول قيادة مبارك، ليعبر عن وجدان مصر، ويكشف دورها المستقبلى، ودخولها القرن القادم بقيادة واثقة، التفت حولها الأمة، ومعها حكومة قادرة تملك رؤية مستقبلية، وتخطيطا حديثا لتطوير البلاد وتحديثها، وربط الاقتصاد المصرى بالاقتصاد العالمى، فعملت فى كل الاتجاهات من أجل التنمية البشرية والمشاريع العملاقة، وتحديث الريف وإعادة بنائه عبر برنامج عصرى اسمه »شروق« يسرى فى القرى بلا ضجيج أو افتعال، وفى الثقافة والإعلام أطلقت قمرا صناعيا وشيدت مدينة تنافس »هوليوود«، وتنقل الثقافة والفكر العربى إلى المنافسة العالمية، والوجود على الخريطة الدولية بثقة، أما فى الزراعة فحدِّث بلا حرج، فلأول مرة تخطط مصر للزراعة الحديثة، فاتجهت إلى الصحراء الشاسعة، بتكنولوجيا متقدمة، وفى الدلتا كان التطوير فى الرى والزراعة، لتنتقل بذلك إلى العصر الحديث مباشرة.

وفى الصناعة، تنتشر الصناعات المصرية فى مدينة كاملة للصناعات الحديثة والخدمات، وتطوير المدن القديمة، انظر حولك إلى القاهرة، فقد أصبحت مدينة حديثة بها مترو أنفاق، كما أنها أصبحت متعددة الطوابق بشبكة أنفاق وكبارى حديثة، والعمل نفسه فى الإسكندرية وكل عواصم المحافظات، إنها مصر الحديثة، التى تستثمر مرحلة الاستقرار السياسى فى تطوير اقتصادى منظم، وإذا نظرنا إلى موقعها  السياسى،  فسنرى أن  الرئيس  مبارك استطاع اكتساب  مكانة  سياسية  إقليمية وعالمية  لدوره  فى صنع السلام، والاستقرار  فى منطقة الشرق الأوسط، عبر سياسة مستقلة تراعى المصالح العربية وتدافع عنها، فقد رفضت أن تخدم مصالح الدولة الكبرى، وأجرت معها حوارا استراتيجيا، وضع مصالح المنطقة والشعوب العربية فى المقدمة، ظلت مصر هى المدافع والسند القوى للفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وصولا إلى السلام العادل فى المنطقة، ودافعت عن مصالح الشعوب العربية التى تتعرض لعقوبات دولية قاسية، واليوم تعمل مع الشعوب العربية لإقامة تكتل اقتصادى يحمى مصالح المنطقة ويمكنها من التعامل كمركز قوة مع مختلف دول العالم.

قيادة مثل قيادة وحنكة الرئيس حسنى مبارك، كان من الطبيعى أن تصل إلى قلوب الشعب المصرى والعربى، فهو نقطة التقاء ومبعث الأمل فى مستقبل أفضل، وقد عكس ذلك مؤتمر الحزب الوطنى، بانتخابه رئيسا للحزب، وبذلك أعطى للحزب الوطنى ثقلا ووزنا، إنه فعلا يمثل مصالح الشعب الذى أوصله إلى الحكم والأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى والمحليات، وأعطى الشعب أملا فى الدخول إلى القرن القادم بقيادة تمثل طموح الأمة، وحكومة قادرة على ترجمة الآمال إلى أفعال على أرض الواقع، ويأمل فى أن يتحرك الحزب الوطنى فى الشارع السياسى، بمثل قوة وقدرة الرئيس مبارك وحكومته، حتى يكون هذا الحزب قدوة للأحزاب الأخرى، ويدفع العمل السياسى فى مصر ويطوره، حتى تتوازن الأمور فى البلاد بين التقدم الاقتصادى والنمو الاجتماعى والثقافى والتطوير السياسى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى