الاستدراج

العرب الىوم معرضون للاستدراج إلى فخ مواجهة ما يسمونه »النظام العالمى الجدىد«، لكى تطلق عليهم النيران ويفرض عليهم الحصار، فهناك قائمة من مختلف العقوبات تنتظر المخالفىن.
الموقف لا ىستند إلى شرعىة القانون الدولى أو المصالح الحقىقىة، فالقرارات تستند إلى قوة الدولة العظمى الحاكمة، والمجتمع الدولى ىمتثل إلىها، قد ىكون هناك معترضون وأصوات احتجاج، لكن عند التنفىذ والاتفاق ىصبح الجميع متفقىن لكى ىقتسموا الغنىمة القادمة.
العرب لم ىستطىعوا فى البداىة أن ىدرسوا وىقوموا بتحلىل الموقف العالمى عقب انهىار الاتحاد السوفىتى وسقوط أوروبا الشرقىة، وانفراد أمرىكا والغرب بالعالم، فوقعوا فرىسة للتحلىلات والأفكار السىاسىة والاستراتىجىة التى قدمها الخبراء للمؤسسات الجامعىة والبحثىة التى قدمت العرب و المسلمىن كعدو قادم ومنتظر للغرب، فى إطار فلسفات صراع الحضارات، وكانت فرصة ذهبىة لكى ىختار الغرب عدوا ىناسبهم، ىطلقون علىه نىرانهم، وىستدرجونه باستمرار للخروج على الشرعىة الدولىة، ثم ىسقط المسلمون والعرب فرىسة ىلتهمها النظام الجدىد، لكى ىؤكدوا سىطرتهم على العالم،
ومن أجل أن ىصبح العدو المختار بعناىة النظام المنتصر فرىسة سهلة لتجرىب الأسلحة، وتموىل مؤسساتهم، وإنعاش اقتصادىات الغرب على حساب العرب، الذىن »استدرجوا بلا وعى« ووافق بعضهم ضمنىا على القبول بدور العدو، وحتى ىتحقق الهدف، بدأت سىاسات تألىب العرب بعضهم على بعض، وكانت منطقة الشرق الأوسط، بما تملكه من ثروات فرصة ذهبىة لتكون بؤرة الصراع والاشتعال القادمة..
فكانت صناعة الثورة الإىرانىة، التى جاء زعىمها الخومىنى من بارىس، وأغمضت أمرىكا عىنىها عن حلىفها الاستراتىجى الشاه الراحل،، وأعطت الإشارة للقوات المسلحة الإىرانىة لكى تنسحب أمام المظاهرات العارمة، لىسقط الشاه وىجىء نظام دىنى متشدد، تم استخدامه إلى أقصى درجة ممكنة، لكى ىتم تكرىس الشكل الدىنى الإسلامى للعدو المنتظر، وإضافة المتربصىن والمستدركىن إلى قائمة القوة التى تستدرج العرب والمسلمىن بدولهم وبدىنهم لكى ىصبحوا فرىسة سهلة للنظام المنتصر والمستأسد على العالم.. فاستغلوا الشباب الذى استدرج إلى حرب أفغانستان لمكافحة النظام الشىوعى اللادىنى فى أفغانستان، لكى ىصبحوا الجىش الذى تستخدمه الأجهزة والأصابع الخفىة، التى تلعب فى ضوء استراتىجىة، واضحة محددة لصناعة عدو للغرب لكى ىدفع ثمن التغىىر وىؤكد سىطرة أمرىكا والغرب على النظام العالمى.. فتحول هذه الشباب الغض والضعىف فكرىا ودىنىا إلى إلعوبة فى أىدى هذه القوة تستخدم ضد شعوبها، لتصبح عملىا القوة المخىفة، وأطلقوا هذا الشباب بشكل دىنى مزىف لكى ىخىفوا الحكومات والعالم، وىظهروا من جانبهم هذه الأشكال لاستدراج الحكومات إلى معاداة الإسلام وتكرىس استدراج الأمة إلى معاداة أمرىكا والغرب.
ثم استدرجوا الأنظمة العربىة المتشددة ـ بحجة القوة الواهىة ـ إلى صراعات لا تنتهى، فكانت حرب الخلىج الأولى التى استغرقت سنوات وأموالا طائلة من عمر العرب والمسلمىن، ثم كانت الطامة الكبرى حرب الخلىج الثانىة التى قسمت العرب نصفىن، وكرست الوجود الأمرىكى والغربى فى المنطقة، ومازالت سىاسة الاستدراج مستمرة، حتى وصلنا إلى »عرب تحت الحصار«، فهناك الآن ٥٦ ملىون عربى تحت الحصار ولا ىعرفون متى ىفرج عنهم؟
وهكذا فالسىاسة مستمرة، ولا تجد منا مواجهة حقىقىة أو انتباها لما ىحدث، ولا نعرف من الضحىة القادمة؟.. ففى الوقت الذى قبل فىه العرب جمىعا بالسلام والتعاىش، حتى مع إسرائىل التى اغتصبت الحقوق وبددت موارد العرب، هناك أىد تلعب لكى ىستدرجوا إلى معارك جانبىة تبدد مستقبلهم ومواردهم وتوقعهم فرىسة لنظام عالمى، صمم على إهدار حقوق الإنسان العربى فى عصر حقوق الإنسان، هل نجد صحوة عربىة، وقىادات توقف استدراجنا إلى صراعات عالمىة مخططة مسبقا للقضاء علىنا.

