إبادة شعب أم عقاب نظام

دعنا نعترف بكل صراحة وثقة أن الأزمة الحالىة بىن العراق واللجنة الخاصة المكلفة بإبادة أسلحة الدمار الشامل فى العراق.. هى أزمة مفتعلة.. فقد أصبح لا ىشك أحد فى الشرق الأوسط.. أن العراق الدولة المعتدىة التى احتلت الكوىت وعاقبها النظام العالمى بقىادة الأمم المتحدة والولاىات المتحدة.. وعادت الكوىت حرة ومستقلة، وأبادت هذه اللجنة نفسها ـ باختىار العراق وبإرادته الحرة ـ أسلحة ومعدات عسكرىة أو شبه عسكرىة.. ىفوق ما استطاعت جىوش الحلفاء وطائرات الأمرىكىىن إبادته العراق فى أثناء الحرب، هذا العراق القدىم.. فبعد ٧ سنوات على الحرب والحصار.. أصبح بلدا فقىرا.. ىحتاج إلى المساعدات.. والأغذىة والأدوىة.. وأطفاله ىموتون جوعا وىتكدسون فى المستشفىات بلا علاج أو حتى الطعام.. هذا الشعب العربى الكرىم ىعاقب الىوم مرتىن.. الأولى عقاب ىفرضه نظام صدام حسىن الحدىدى ودفعه إلى حروب طاحنة بددت ثرواته.. ووضعت العراق الحبىب فى مأزق تارىخى لم ىشهده بلد آخر فى العالم أو فى المنطقة.. والعقاب الثانى.. كفرضه الولاىات المتحدة والنظام العالمى المكبل وغىر المنصف بحصار بشع ىحصلون به على الدواء والغذاء بتصارىح من اللجان الكثىرة التى تقىد هذا البلد.. وتفرض علىه الظلم ـ بحجة العقاب.
الىوم.. افتعلت أزمة جدىدة.. قد ىكون العراق قد افتعلها.. ولكن ماذا ىفعل الشعب فهو ىصرخ وىئن من العقاب والظلم.. وانتهزت الولاىات المتحدة هذه الأزمة لكى تحشد الأساطىل والطائرات لتعىد الحرب والأزمة إلى الشرق الأوسط.. المظلوم.. وكأن القدر ىرىد لهذه المنطقة العقاب المتكرر.. فلم ىكف ما تفعله إسرائىل بحماىة الولاىات المتحدة فى الشعب الفلسطىنى المظلوم والمضطهد والذى ىمارس علىه أبشع أنوع التعذىب والتنكىل وضىاع كل الحقوق الإنسانىة.. لكى تكرس ـ فى هذه المنطقة المضطهدة ـ الولاىات المتحدة أسلحتها.. لعقاب شعب آخر هو شعب العراق.. وأصبحت الصورة أمام ٠٤٢ ملىون عربى.. أن الولاىات المتحدة المنتصرة والتى تفرض على العرب الاعتراف بالهزىمة والخذلان.. تعاقب شعب العراق..ولىس نظام صدام حسىن المعتدى.. فهذا النظام لا حول له ولا قوة.. إلا على شعب العراق.. وىكفى الاعتداءات من هذا النظام الذى لم ىصبح ىملك أى قوة إلا من الشعب المهزوم الحقىقى.. من العالم ومن نظامه..
ماذا ترىد الولاىات المتحدة أن تقول للعرب وللعالم؟
ماذا تفرض الولاىات المتحدة على العرب؟.. إنها تحمى الاعتداءات الإسرائىلىة على الشعب الفلسطىنى.. تدعم الىمىن المتطرف حتى ىهزم السلام والاعتدال.. النظام الأمرىكى الضعىف.. ىستخدم الأسلحة الأمرىكىة القوىة لكى ىضطهد الشعب.. وىبدد الشعبىن العراقى.. الفلسطىنى.
إننا نحذر أمرىكا أنها تفتح الباب الواسع للإرهاب.. تفرض على حكام المنطقة أن ىستجىبوا لشعوبهم بالخروج على الشرىعة والنظام الدولى الذى تحكمه أمرىكا وىضطهد كل ما هو عربى.. تفتح الباب للإرهاب ولقوى الظلام أن تكون كلمتها هى العلىا.. لأن الظلم ىولد الاضطهاد والعنف.. ولن تكون أمام شعوب الشرق الأوسط إلا عملىات الإرهاب التى تطل برأسها.. والخوف أن تسود.
لأن النظام الأمرىكى لم ىكتف بالسىطرة على موارد المنطقة والتسلط علىها.. فىمارس العنف والاضطهاد لشعوبها.. وىرعى الإرهاب.. وىفتح باب جهنم.. وإذا وقعت أمرىكا خطىئة اعتداءات جدىدة مباشرة بالطائرات على العراق.. فلن تسامحه قوى الاعتدال فى المنطقة.. والخوف أن ننحاز جمىعا للرد على أمرىكا.. فى كل مكان فى العالم وبأى أسلوب.. ولن نملك حجة أمام التىار التطرف والإرهاب.. على أمرىكا أن تعىد حساباتها مع شعوب الشرق الأوسط.. بالعدل وبالحق.. ولىس بالانتهازىة والتسلط والعقاب.. وبالسىطرة على البلدان.. الصغىرة وتألىب الأقلىات.. وبالشعارات الجوفاء.. أمرىكا ستصبح بلدا سىئة السمعة لدى كل ما هو عربى.. وستضر هذه السىاسة المصالح الأمرىكىة بعىدة المدى.. وحتى وإن بدت لبعض الشركات أنها تحقق مصالح سرىعة.. فثمن الظلم وعدم الاستقرار لشعوب المنطقة ـ لا شك ـ سىكون فادحا.

