مقالات الأهرام العربى

السياسة فى نظر أسامة سرايا

إن من يكتب فى أية مطبوعة فى مؤسسة الأهرام يجب أن يكون بمستوى المسئولية الملقاة على شرفه الصحفى وضميره الأدبى الرفيع.. لأن المسئولية فى هذه الحالة تكون أمانة فى الأعناق.. خاصة أن المؤسسة الإعلامية فى الأهرام تصدر من دولة مصر العروبة بعد أن عرفها الجميع بتميزها فى الأسلوب الإعلامى المبدع والمسئول فى نفس الوقت..

بعض الكتاب والصحفيين والأدباء يغالطون أنفسهم ويحاولون لغط عقول الآخرين ويبررون مواقف دول حسب آرائهم الشخصية وكأنك تحس بأنهم مدعومون من تلك الدول التى يدافعون عن آرائها فى موضوع ما وبغير وجه حق..

فمثلاً فى العدد »٠٦« من مجلة »الأهرام العربى« الغراء ذهب رئيس التحرير الموقر الأستاذ أسامة سرايا إلى القول فى موضوع السلام ضائع والدولة الفلسطينية حقيقة وخلاصة ما قاله.

»لم نخسر بسياسة السلام بينما خسرنا بالصراع وعلينا أن نستمر حتى ولو اعترفنا بأن السلام يضيع ويتبدد ويقول كشفنا عدونا ووضعناه فى المكانة التى يستحقها بعد نصف قرن من الصراع العربى ـ الإسرائيلى«.

أهذه هى السياسة بنظر هذا الكاتب المرموق.. أم هى الدبلوماسية على الطريقة العربية الفجة… وما الذى يجبر العرب على هذا الأسلوب فى التعامل مع عدو كان مكشوفاً أمام نفسه قبل أن يكون مكشوفاً أمامنا ومن لحظة اغتصابه عروستنا العربية فلسطين… هل ينقص العرب شىء؟ فهم يقولون إنهم حكماء السياسة وأقوياء المنطقة وحراسها وأساس حضارة العالم بل إن طاقة العالم كلها تحت جوانحهم وأعدادهم البشرية هائلة… ويحيطون بعدوهم من جميع الجهات أى أن الكيان الصهيونى كالبعوضة فى الغابة بينهم…. وهذا العدو لا يحتاج إلى عقد قمة أو مقررات سلام أو خطابات طالما عرفنا أن المأخوذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة…

وجاء كاتب آخر فى نفس المجلة العدد »٢٦« د. مصطفى حجاج ليؤكد أن هناك مؤشرات يجب استثمارها فى عملية السلام منها تصريح هيلارى كلينتون حول الدولة الفلسطينية.. واحترام كلينتون للعرب فى مؤتمر الأمريكيين العرب وبقاء تمسك أولبرايت وعرفات بخيار السلام وبيان قمة الدول الصناعية الثمانى الكبرى وانتقادهم لإسرائيل وأخيراً المبادرة المصرية الفرنسية حول عقد مؤتمر لبحث مسيرة السلام…

أقول رداً على ذلك كمواطن عربى

إلى متى ونحن نعقد مؤتمرات للسلام وبدون نتائج؟

وإلى متى نصير أنفسنا نحن العرب أمام الأمريكان واليهود وغيرهم؟

وإلى متى تبقى كراسى الرؤساء والأمراء والملوك أهم من كرسى عروبتنا.. فلسطين؟

والمنطق الصحيح يقول إن المفروض على اليهود أن يبحثوا ويركضوا وراء العرب من أجل السلام وليس العكس… وهل يعقل الإنسان الواعى بأن نيتانياهو ـ أو إسرائيل ـ يتصرف بهذا التشرذم المقصود مع السلام ما لم يأخذ الضوء الأخضر من مؤسسى دولتهم فى أمريكا وأوربا من يهود وغيرهم…

مجرد سؤال فى انتظار جواب…..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة

إذا تقرر نشر هذه الآراء رغم حدتها أرجو نشرها بكل حرية ورحابة صدر لأن ثقتى بصحافة مصر عالية..

الدكتور

عاصم النعيمى

صنعاء ـ اليمن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى