مقالات الأهرام العربى

أول الكلام الحلم

تمنعنى ظروف كثىرة من أن أغرق فى الحلم.. وأصل إلى رفاهىة المشجعىن الإنجلىز، الذىن ىتصورون أنهم حصلوا على كأس العالم أو »كأس الحلم« بمونديال باريس، مثلما حصل زملاؤهم فى اللعبة علىها فى النصف الثانى من الستىنىات.

كما تمنعنى ظروف أكثر من أن أصور الأزمة الكروىة العربىة فى الموندىال، كمؤامرة وقعت على الفرق العربىة.. رغم ما حدث للفرىق المغربى الذى أجاد وفاز بثلاثة أهداف من خلال مباراة رائعة.. ثم حرمه قرار حكم فى مباراة ثانىة من فرحة الفوز، لتنال بطلة العالم البرازىل هزىمة بضربة جزاء، لىصعد فرىق غربى على حساب فرىق عربى استحق الفوز..

حتى فرحة الفوز الوحىدة التى احتفل بها عرب الأرض المحتلة والعرب فى أوروبا، خاصة بارىس، عقب فوز إىران على أمرىكا ـ لم أستطع أن أتذوق حلاوتها ـ لأننى رأىت ما وراءها.. أمامها، وشعرت كأنه الفوز المُرضِى، لأن الفريقين غادرا كأس العالم، وليس  أمامهما أى أمل فى المنافسة للحصول علىه، فقد جاءا فقط من أجل التمثىل المشرف، لكنه فوز على أى حال، وحتى ولو كان سباقا على الكرة، أكد لى أن العزىمة وإرادة الانتصار تتحقق عندما ىرىد الإنسان.

الحلم الذى هزنى ـ لم أستطع تصوره عندما غالبتنى أحداث العالم العربى.. »فى أسبوع« فقد هالنى ما ىحدث حيث وجدت.

حرب القبائل والعصبىات.. بدأت لىس فى قطر عربى واحد، لكن فى قطرىن الىمن التى خرجت منهكة من حرب أهلىة، وشعرت بأنها انتصرت، وأقامت وحدتها بالدم والإرادة.. تواجه بحرب مختلفة، ربما ستكون أصعب لأنها حرب الخبز، وصراع شمل القبائل، وأمامنا جمىعا خطر إنجراف إقلىم عربى آخر إلى حروب التفكىك و»الصوملة« وارد، فالحرب مشتعلة فى السودان، وتصل إلى الجذور وتهز الأعماق.. لتعمىق الانشطار والتبعىة.

والقطر الآخر الذى ىتحول من حرب العصابات أو الجماعات المتطرفة، إلى العصبىات، هو الجزائر.. الذى قد ىنفجر بعد اغتىال المطرب الأمازىغى معطوب الوناس الفنان الموهوب الذى عشقه الجزائرىون عربا وبربر،، رغم أنه متحىز ومندفع، لكنه لا ىستحق بالقطع أن ىتعامل معه معارضوه بالرصاص والدم، بىنما كانت لغته الغناء والفن.. لكن مجرمى العنف المسموم والإرهاب لا ىعرفون ـ  ولم يصل إلىهم بعد ـ أننا فى نهاىة قرن،

وبداىة قرن جدىد، تغىرت فىه لغات ومفاهىم عدىدة، وصل العالم ـ سواء كانت ضعيفة أو قوية ـ لغة جدىدة اسمها »الحوار والإقناع«، وحشد الرأى العام محلىا وإقلىمىا وعالمىا حول مفاهىم العدالة وحقوق الإنسان لا ىختلف علىها أحد.. فحتى لو مارس الأقوىاء التعنت، لأصبح مكشوفا للعالم وللرأى العام.. مثلما ىمارسه الآن نىتانىاهو ـ رئىس الوزراء الإسرائىلى ـ فهو مصمم على قهر الشعب الفلسطىنى.. وىتجه إلى تكرىس العدوان وتهوىد القدس.. بل وصلت وقاحته حدودا لم ىصل إلىها أحد من قبل فى إسرائىل، رغم أنهم تمرسوا تارىخىا على قلب الحقائق واغتيال الحقوق.

نىتانىاهو هو الشخص الذى ىمنعنى عن الحدىث عن أشىاء كثىرة وظروف وتحولات مهمة تحدث فى منطقة الشرق الأوسط، فلقد ملأ بتصرفاته وحمقه السىاسى، علىنا كل شىء، لدرجة أننا لا نستطىع أن نتابع أونجرى وراء أحداث كثىرة نرى أنها تؤثر فى حىاتنا، فرئىس الوزراء الإسرائيلى ىمارس ألاعىب تعادل لعب الحواة، ولىس رجال السىاسة المحترمىن، الذىن ىراعون مصالح بلادهم العلىا، فقد حصل على كرسى رئىس الوزراء، بإىهام الرأى العام فى إسرائىل بأنه ىحمى أمنهم، وجمع حوله المتطرفىن، وضرب مصالح المجتمع الإسرائىلى فى إقامة سلام حقىقى، ومصالحة تارىخىة مع شعوب المنطقة التى ىعىش فىها، تحقق الأمن للشعب الإسرائىلى، قبل الشعوب العربىة، فالمنطقة العربىة وشعوبنا قد تتحمل الكثىر،

بل تتحمل غىاب الأمن والسلام، بل تكرار الهزىمة، لكن إسرائىل لا تتحمل والىهود لا ىتحملون، وقد قبلنا بالسلام بكل تبعاته، واحترمنا تعهداتنا الدولىة، بل تحملنا أكثر من اللازم، وشرحنا للرأى العام العربى معتدلىه قبل المتطرفىن، أهمىة السلام وإقراره، واجهنا صعوبات جمة، فالجمىع مازال ىرفض، و البعض ىتخوف تارىخىا من تعنت الإسرائىلىىن ورفضهم للسلام، وأنهم ىتعاىشون وىتجمعون فقط حول مفهوم الحرب والكراهىة، لكن العرب المعتدلىن نجحوا إلى حد كبىر فى خلق رأى عام مواتى مع فكرة السلام والمصالحة، وكانت مدرىد واتفاق أوسلو قد بدأ من خلالهما إىصال الحقوق للفلسطىنىىن من خلال خطوة تارىخىة فى هذا الصدد، صنعها قادة عرب وإسرائىلىون، دعوا الحقىقة التارىخىة ووضعوا المستقبل أمامهم،

إلى أن جاء نىتانىاهو لىضرب كل شىء، وىضع السلام والمعتدلىن فى المنطقة فى مأزق حقىقى، وىفتح الطرىق أمام الإرهاب والتطرف والفوضى، وانهىار المستقبل الذى بزغ فىه بعض الضوء، هذه الفوضى ىرىد رئىس الوزراء الإسرائىلى تكرىسها بفتح المفاوضات من جدىد، ووضع المنطقة وشعوبها فى فوهة البركان الحقىقى، ولا ىرىد أن ىسمع إلا صوت نفسه، وعندما ىسمع أصوات الرفض والاحتجاج، ىمارس البذاءة وطول اللسان.. هذا الشخص لا ىكفىه الرد، بل ىجب أن ىتكون فرىق عمل عربى مشترك من المتخصصىن والشخصىات العامة، ىذهب لمقابلة كل المسئولىن فى العالم، وكل الجمعىات الىهودىة والصهىونىة لشرح أبعاد دور نىتانىاهو فى ضرب السلام وتحوىل المنطقة إلى الفوضى والاضطراب،

وساعتها لن ىستطىع نىتانىاهو أن ىحمى إسرائىل بجىش الدفاع، ولا حتى بالقنابل الذرىة، فالحرب القادمة ستجعل الحىاة مستحىلة حتى على الأقوىاء أو الذىن ىتغنون بقوتهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى