الإنفجار السكانى وفقدان مصر التى نعرفها!

بقلم أسامة سرايا
أخطر ما تواجه إى أمة أو وطن.. هو أن تفقد أولوياتها.. وتغيب الرؤية وتشخيص امراض المجتمع الحقيقية سواء الطارئة والمزمنة.
وقد خرجت مصر جزئياً من ازمة انهيار الدولة.. او غيابها تحت وطأة ثورة شعبية عارمة او انتفاضات شعبية.. استمرت لمدة 3 سنوات بلا توقف منذ عام 2011 ..
كما خرجت مصر من مصيدة سيطرة التيارات المتأسلمة بقيادة الاخوان المسلمين علي مقاليد الدولة المصرية .. وكان الهدف الموضح من هذه السيطرة.. هو تفريغ المؤسسةالعسكرية والامنية من مضمونها حتي يسهل اصطياد الدولة.. وتحويلها عن مسارها التاريخي..لتكون ولاية تابعة سواء لايران او تركيا وتنفذ المخططات الغربية والامريكية والاسرائيلية.
ولكن الله سلم..وعادت البلاد الي بر السلامة..والامان. وينتظر ان يستمر مسار الدولة المصرية التاريخي عبر خريطة الطريق التي رسمها الشعب والجيش.. واعلن عنها وزير الدفاع غداه ثورة 30 يونيو وعقب سقوط الاخوان.. وكان من نتيجتها المباشرةوعودة الدولة المصرية العريقة الي مكانتها وفي حالة انتخاب الرئيس القادم.. الذي سيكون البطل الشعبي الذي انقذ البلاد والمؤسسات والعباد من مؤامرات الخارج. وتآمر الفريق المتأسلم.. هو المشير السيسي. يجب ان تأخذ مصر مسارات جديدة للحركة والبناء.. واعادة تجديد مؤسسات الدولة وكيانها.. حتي تكون قادرة علي التعايش مع العصر.. مهام وملفات عديدة منها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. وهي كثيرة.. ولكن احد اهم هذه الملفات واخطرها وغائب حتي الان فى أن يحتل مكانته واهميته في اهتمامات المصريين ودولتهم الجديدة وما اعنيه هو الانفجار السكاني!
فالمصريون مازالوا لا يشعرون أن مصر بها الآن. انفجاراً سكانياً مريعاً يأكل الأخضر واليابس ويهدد اقتصاديات الدولة.
وامكانياتها بل وجودها كله… فمصر أصبحت الآن ضمن سلسلة البلاد التي تنفجر سكانياً.. الدولة الأولي عالمياً هي السعودية. والثانية هي مصر والثالثة هي الهند، والمعني ليس عدد السكان او النمو السكاني بل الانفجار الذى يطلق عقال السكان ليس متوالية هندسية والتي يجب ان تكون عددية الي
نمو عشوائي.
وكل المؤشرات الاقتصادية تقول: إن معدلات النمو غير الطبيعية للسكان. في تلك البلاد تهددها رغم مواردها..الكبيرة «السعودية 24.9 في الألف ومصر 24.3 في الألف.. والهند 23.2 في الألف », وهذه أرقام تخرج عن التطور الطبيعي والممكن لهذه البلاد.. بل تأكل. أي معدلات نمو اقتصادي متوقعة وطبيعية تستطيع تلك البلدان تحقيقها.
وبالرغم من خطورة هذا الملف وصعوباته!!! فالمصريون المعاصرون لا يبالون بخطورته!!! بل يتصورون أنهم قادرون علي تجاوز مخاطره!.. برفع معدلات النمو الاقتصادي كما يقول بعض الإقتصاديين او وسائل الاعلام التي تتناسي خطورة بل ومأساة هذا الانفجار المريع بأن تتحدث عن التخطيط الاقتصادي وجذب الاستثمارات. الخارجية. في حين أن هذا الوضع ينذر بخطورته. ويدق كل الأجراس.. لكي يتنبه.. المصريين أن مواردهم. الاقتصادية والمائية وظروفهم كلها
مجتمعة.. تجعلهم في أحسن الأحوال. وإذا حققوا معدلات نمو اقتصادي كبيرة.. يعجزون علي رفع مستوي معيشة مواطنيهم أو تحسين نوعية السكان..لأن الانفجار السكاني سيأكل كل عائدات هذا النمو..ويؤدي الي انتشار المجاعات ودخول الدولة المصرية حيز الفقر الذي لا رجوع عنه.. ويجعل الوطن والمواطنين في موضع حرج كبير. فهل يتنبه المصريون ومؤسساتهم وقائدهم المنتظر.. لهذه المشكلة أو الكارثة المفزعة التي تنذر بشر مستطر كبير علي الوطن.
وعلي المصريين انتبهوا قبل أن تفقدون كل مبررات قوة ومكانة مصر، ويختفي المصري التقليدي الذي عرفناه عبر التاريخ.

