ما بعد 2011

دولة تدافع عن نفسها

بقلم : أسامة سرايا

في قفص محاكمته مذهولا .. غير مصدق او مدرك لما يحدث له .. وقف محمد مرسي – رئيس مصر السابق- .. ابن تنظيم الاخوان المسلمين البار المخلص .. الذي ضحي بنفسه وبرئاسته للدولة المصرية من اجل تنظيمه واخوانه واهله وعشيرته .. ولقلة كفاءته .. وعدم ادراكه لمعاني ومغازي . تولي مرشح لتنظيم ديني متطرف ولجماعة محظورة . في غفلة من الزمن «أرفع منصب مصرى بل وعربي رئيساً للدولة الاقدم في العالم .»  لم يستطع مرسي التكيف مع منصبه يوما واحداً.. لم يعط لنفسه يوما واحداً لكي يقرأ ملفات الدولة المقبل علي حكمها.
بدأ سلسلة اخطائه وخطاياه وجرائمه من اليوم الاول.. لم يألو جهداً ليثبت للجميع .. للمصريين وللعرب.ومؤسسات الدولة .. التي جلس علي كرسي رئاستها .. انه لا يصلح، وانه رئيس فاشل .. وان المصريين ومؤسساتهم .. وسوف يندمون ندماً مريراً، بل سوف يبكون علي اللحظة التي ترك فيها لهذا الشخص ان يجلس فى كرسي حكمهم، وان يدير شئونهم. وشئون دولتهم.
فبدلاً من يبدأ رئاسته بزيارات ودية لمؤسسات الدولة لكي يتعرف عليها ويتعامل مع العاملين بود وبانسانية او حميمية كان متلهفا علي كرسي الحكم، لكى يزوره ويتشفي في الرئيس الاسبق عليه وان يجلس او يتصور في كرسيه، بل كان يود ان يذهب الي فراشه.
رئيساً تعامل مع منصبه الرفيع بصبيانية مدهشة لاتناسب مع شيخ او استاذ جامعي تجاوز عمره الستين.
رئيساً لم يحترم انه جاء لدولة قديمة لها جيش وشرطة ودواوين ووزارات حكومية عديدة، بل ان هناك شخصيات كبري وعلماء وخبراء في كل مكان.
يجب ان يتعامل معهم، فسلم قصره وبلده لجماعة غير مؤهلة لتفسق في كل شئ، بحكم انهم المتغلبون علي الوطن.
رئيساً نسي انه جاء للحكم بصناديق الانتخابات فتصور انه تغلب على المصريين بدباباته أو ميليشيات جماعته او المأجرون من عصابته.
رئيسا تصور ان الديمقراطية والتصويت تعطيه حق ان يعامل المصريين كأسري حرب يجب ان يخضعون له لجماعته خوفاً أو ذعراً!.
رئيساً سمع أو طاع جماعته في اصدار اعلان دستوري يلغي فيه القوانين والدساتير المصرية وتجعله امبراطوراً في زمن سقطت الامبراطوريات.
او ديكتاتوراً محكم او سلطان او خليفة .. للعرب والمسلمين في زمن سقطت فيه الخلافة والامبراطوريات، وانه رئيساً لشعب عريق ودولة قديمة تعطيه مكانة رفيعة فيذهب يبحث ان يبيعها لدول اقليمية ويقزم بلاده. ويحولها لدولة تابعة لثمن مدفوع او غير معروف لمن له او لجماعته!!.
رئيساً غدر بحلفائه سواء كانوا مخلصين او متعاطفين علي الفكرة الدينية التي يتبناها او عصير الليمون الذي قلبوه او وافقوا عليه علي مضضي.
رئيساً كان لايري في مصر الكبيرة والمتعددة الا جماعته وعقله القاصر.
رئيساً قزم الوطن وهيأه للبيع مفروش سواء للقطريين أو الاتراك او الايرانيين!!.
رئيساً قسم المسلمين بين جماعته والاخرين فأصبح اهله وعشيرته جماعة ناجية وكل المصريين جماعة كافرة تنهبها الجماعة الحاكمة العداء والمخاوف والتهميش والتعزيم والاقصاء.
رئيساً تصور ان شركاء الوطن من المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية اوجماعة اقليمية ليس لهم حقوق المشاركة.
بل حق ان يعشون فقط ويشكرون بل يحمدون ان الاخوان المتأسلمون يعطونهم حسن الحياة الذي منحه رب العاليمن هبة لكل انسان، سواء كان مسلما او حتي كافراً وليس مسيحياً مؤمنا بالديانة الابراهيمية التي جاء بها الاسلام الحنيف وسيدنا ابراهيم او الانبياء.
رئيساً تعامل مع الوطن علي انه وفريقه جماعة محتلة يتآمرون عليه.. يسلمون ابنائه اسري لجماعة حماس (الفلسطينية). يفتحون السجون.. يحرقون الاقسام.. يقتلون الضباط، يسلمون وثائق لاعداء الوطن يتجسسون علي المصريين.. يتعاملون مع الشعب بخيلاء غير متصوره مع غرورهم الفج وبلاهتهم الشديدة.
جماعة محظورة لن تنسي ان لها ثأراً مع المصريين، قررت معاقبتهم.. وتفكيك دولتهم. جماعة ارهابية ومحظورة حاربت كل الانظمة المصرية ملكية وجمهورية – تسامح معها المصريين انتجوا قرارا منهم في غفلة. وفي لحظة سقوط مصرية مخيفة, رئيس الجماعة. فقررت الجماعة دمج الوطن الكبير فيها وتقزيمه والسطو عليه وتكسيره لكي يكون مطية وفريسة سهلة للجماعة لكي تبتلعه.
جماعة ارتكبت كل هذه الجرائم الكبري في حق الوطن, وعندما قرر الوطن لفظها وتحجيمها في ثورة عارمة لم تحدث في تاريخنا , اعلنت الحرب الارهابية التي تكررت عبر الازمان والعصور ضد ابناء الوطن من المصريين من جديد في مظاهرات مسلحة وضرب للمنشآت واغتيال للابرياء من جنود وضباط البلد البررة والمخلصين, وبالرغم من ذلك قرر المصريون ودولتهم ان يدافعون عن انفسهم ودولتهم بالقانون, وقدموه للمحاكمة العلنية امام الشعب والعالم, لكي يرتدع كل معتدي أثيم وكل متآمر خائن.. وكل متربص لدور مصر والمصريين عبر تاريخهم العريض.. ولكل عدو ومتآمر سواء كان دولة كبري او دولة اقليمية, وكل حاقد صغر او كبر وتصدر انه قادر علي السيطرة على مصر ودولتها.. يحاكمون بالقانون بلاطوارئ يحاكمون بالقانون وسيادته وامام قاضيهم الطبيعي.. ومسموع لمحاميهم, ولقواهم المتآمرة الرخيصة ان تري وتسمع وتشاهد.. قدرة مصر علي المواجهة وتصحيح اوضاعهم.. ولكن لايرتدعون.. لا يريدون احترام الدولة ومؤسساتها
ويمارسون كل غواياتهم وصبيانتهم الرخيصة, لكي يشهد التاريخ علي صبر الدولة والمصريين علي مجموعة من الارهابيين والمخربين ظهروا فى تاريخهم. وحاولت سرقة دولتهم بل سرقة دولتهم بل سرقة دينهم الحنيف بمسميات الاخوان الجهاد الاصالة والنصر وطالبان وداعش وبيت المقدس.. وغيرها مسميات تدعي الاسلامية وهي الارهابية تنتمي, مسميات تتدعي الاصالة والحضارة وهي الغوغائية والجاهلية تنتمي ويعيش.
ولكن ما اروع قدرة المصريون انهم يدافعون عن انفسهم وعن دولتهم بالقانون والحضارة.. لكي يتعلم الجميع. ولكن يتوقف كل المغرضين والمتعارضين والمتآمرين ويدرك كم هي قدرة مصر. وما اروعها علي الرد بحكمة وقوة وحضارة معاً.. لتصحح كل لحظات سقوطها او هزيمتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى