القاهرة عاصمة الشرق2050
حلم القاهرة التي في خاطرنا لايغفو ولايضيع.. وهناك كلمات كثيرة وكتب رائعة وكتاب عظام وصفوا رحلة وحياة هذه المدينة الساحرة التي تعد متحفا مفتوحا علي حضارات الدنيا.. من أم الحضارات الفرعونية ورموزها وأبوالهول إلي القاهرة الأوروبية والخديوية ومرورا بالأديان السماوية التي تركت بصماتها علي المدينة. من الجوامع والكنائس والأديرة.. وأحيائها وشوارعها التي تحكي تاريخ الإنسان والحكام.
ومدينة بهذا الوزن هي كائن حي يحتاج إلي العمل المستمر والتخطيط المتكامل لتتخلص من أوجاعها وأمراضها المزمنة التي أصابتها في السنوات الخمسين الماضية بالهجرات الجماعية والتكدس السكاني العشوائي المخيف والمدمر للحياة والمدن وكذلك السلوك الإنساني غير المسئول في ظل غياب القانون.
فالقاهرة تشعر بالعمل, وتحس به حتي لو كان قليلا فحديقة مثل الأزهر أعطتها جمالا ومترو الأنفاق غير خريطة الحياة داخلها, ولأن الحلول بالمسكنات كالكباري وغيرها لم تعد تجدي فقد سعدت بورشة العمل التي نظمها المجلس الأعلي للسياسات بالحزب الوطني وأمينه العام السيد جمال مبارك بطرح مخطط عمراني جديد لإقليم القاهرة الكبري القاهرة2050
واعتبرته جزءا من عملية اليقظة والحيوية التي تعيش فيها مصر الآن ويدفعها للإصلاح الشامل في مجالات الاقتصاد والسياسة بل وفي الاجتماع وتنظيم الدولة والعمران, وبالرغم من صعوبة العمل ودقته وتكلفته الباهظة فإنني أدرك من سوابق هذا المجلس أنه قادر علي العمل والتخطيط ولنتذكر الإصلاح الضريبي وتطورات الاقتصاد والإصلاح البنكي وتطورات الإصلاح السياسي.
وإذا رصدنا العناصر التي تجعلنا نستبشر بهذا المشروع الجديد لمستقبل مصر ومدينتها العريقة القاهرة لوجدنا الآتي: أنه يقدم نموذجا للعمل العام بشكل متكامل.. فالحكومة تطرح برنامجها لتطوير إقليم القاهرة الكبري. وقدم أحمد المغربي وزير الإسكان دراسة لتحديات الوضع الراهن والخيارات المستقبلية وحدد الأهداف المبدئية لتنمية الإقليم.
وطالب جمال مبارك بحوار مجتمعي نحدد فيه ماذا نريد والقضايا المطروحة للنقاش والرؤية المستقبلية واتجاهات التنمية العمرانية والاقتصادية, والحجم الذي ينبغي أن يتوقف عنده الإقليم ويشترك فيه الإطار المؤسسي وإدارة العمران بالإقليم إن اللغة الجديدة والفكر الجديد أصبحا مفهومين لمن يريد أن يفهم وأن يشارك في المسئولية, ولقد انتهينا من الأحوزة العمرانية للقري والتخطيط لمدن مصر, وشرعنا في العمل المستقبلي للقاهرة وإقليمها.
ولاشك في أن التخطيط الجديد للقاهرة يتم بناء علي ما يجري في العالم وتطبقه بيوت خبرة عالمية ويتناغم مع المستقبل فهناك عين تتحرك نحو التطور والنمو بخلق المؤسسات المقتدرة وتخطيط آليات العمل والتخطيط الجديد لا يغفل احتياجات الناس بل يشركهم في التفكير والحوار ويراعي احتياجاتهم وطرق ووسائل معيشتهم. ويخلق نمط العمران الذي تحتاجه الأجيال الحالية والمستقبلية. ويعمل علي وقف التلوث والضوضاء ويعيد الشارع الذي أصبح جراجا والرصيف الذي أصبح بوتيكا.
القاهرة عاصمة دولة ورمز مجتمع وحل مشكلتها يبدأ بفهمها, باعتبارها نظاما اجتماعيا وثقافيا يجب ترجمته لواقع سياسي ومتغيرات عميقة مستمرة لا تتوقف وإنني أثق بقدرة التخطيط الجديد علي أن يكون حقيقة في التنفيذ, لأنه يبدأ من الآن ولا يهدر الدراسات السابقة, بل يعيد دراستها للاستفادة منها.
صحيح أنه يوجد نقص في الإمكانات والموارد المالية والتنسيق والتخطيط الذي يراعي الواقع… ولكن تعالوا نشارك جميعا في التخطيط والمسئولية وأنا واثق بأننا قادرون علي التغيير والفعل الجاد.
osaraya@ahram.org.eg
